الأربعاء، 2 مايو 2012

آرنولد ومشروع العالم المستدام


من يمارس الرياضة ويتابع أخبارها، وبخاصة رياضة كمال الأجسام، سيعرف من هو آرنولد شوارزنجر، بطل العالم لسنوات طويلة في مسابقات كمال الأجسام الدولية، والمتربع على عرشها لفترة قياسية لم يسبقه أحد من قبله.

ومن يتابع أفلام الهوليود، وبالتحديد أفلام “الأكشن” والعنف والإثارة فسيعرف من هو آرنولد، الممثل المشهور والبطل المغوار الذي لا يقهر، حتى أن أفلامه وصلت إلى كل بيتٍ في العالم، وربحت شركات الأفلام الملايين من عرضها.

ومن هو من رجال السياسة، أو يقرأ ويتابع القضايا السياسية على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، فسيعرف من هو آرنولد، حاكم ولاية كاليفورنيا، وهي من أكبر وأهم ولايات أمريكا.

وآرنولد الآن أصبح سفيراً بيئياً للأمم المتحدة وتم تكليفه في 7 مارس 2012 لتسويق مبادرة دولية بالتعاون مع الأمم المتحدة يُطلق عليها مشروع “العالم المستدام” أو سستانيا(Sustainia).

وفي الحقيقة فإن هذه المهمة جديدة تتناغم وتتوافق مع مبادئ ومعتقدات آرنولد، وتتواءم مع الانجازات البيئية التي حققها عندما كان حاكماً لولاية كاليفورنيا، حيث صرح قائلاً من جنيف أثناء تدشين المشروع: “كنتُ بطلاً في كمال الأجسام، ثم في الأفلام وفي السياسة، حيث قُدتُ كاليفورنيا نحو الطاقة المتجددة، والاستخدام الأمثل للطاقة، وخلقتُ الوظائف الخضراء.... والآن أُبَيِّن للناس أن الاستدامة هي أفضل اختيار لنا، وللمجتمعات من حولنا وللأفراد”.
 وهذا المشروع الأُمَمي يعتمد أساساً على فكرة تحويل العالم برمته إلى مجتمع واحدٍ خالٍ من الكربون، أي خالٍ من الانبعاثات التي تلوث الهواء الجوي وتسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض وتُحدث التغير المناخي للكرة الأرضية، وذلك من خلال استخدام مصادر الطاقة النظيفة، مثل طاقة الهيدروجين التي يمكن استخدامها لتشغيل السيارات والحافلات ووسائل النقل الأخرى. كما يهدف هذا المشروع الدولي إلى التركيز على سلوكيات وأنماط حياة الفرد اليومية، وتغييرها من النمط التقليدي إلى سلوكيات مستدامة تأخذ البيئة بعين الاعتبار عند القيام بأي عمل، أو شراء أي مستلزم يحتاج إليه الإنسان، كما يعمل المشروع على زرع وغرس مثل هذه الأخلاقيات البيئية في النفوس منذ الصغر حتى تنقش في قلبه فيكبر على تطبيق وتنفيذ سلوكيات تحمي البيئة وتحافظ على ثرواتها ومواردها الحية وغير الحية.

وهذا البرنامج يصب في أهداف إقامة مؤتمر ري ودي جانيرو حول التنمية المستدامة في يونيو 2012، أي بعد عشرين عاماً من مؤتمر الأمم المتحدة حول التنمية المستدامة والذي عُرف بقمة الأرض التي أقيمت في البرازيل في يونيو 1992

وجدير بالذكر فإنني عندما تعمقت وتغلغلت في أعماق أهداف هذا البرنامج وأدواته التنفيذية لم أجده سوى وجهاً جديداً، وشكلاً حديثاً، وثوباً أنيقاً لأجندة القرن الحادي والعشرين، أو جدول أعمال القرن 21، الذي وافق عليه دول العالم في قمة الأرض عام 1992، أي قبل عشرين عاماً، فالمضمون واحد، والجوهر واحد، ولكن الاختلاف فقط في التسمية والإخراج النهائي، والبطل المُكلف بتمثيل هذا البرنامج ذو الوجه الجديد على المستوى الدولي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق