الاثنين، 28 مايو 2012

الدعوة لارتداء الملابس الخفيفة في اليابان


منذ كارثة فوكاشيما التي وقعت في 11 مارس 2011، واليابان تعاني من أزمة حادة في توليد الطاقة اللازمة للمواطنين وللأعمال التنموية، وهذه الأزمة الخانقة تعمقت بشدة الآن بعد الإغلاق الكامل لستة مفاعلات نووية تقوم بتوليد الكهرباء في مجمع دايشي لتوليد الطاقة في مقاطعة فوكاشيما.

ومن أجل مواجهة هذا التحدي الكبير وخفض استهلاك الطاقة وترشيد استعماله، اتخذت السلطات المعنية، وبخاصة الأجهزة المختصة بالبيئة وتوليد الطاقة، بعض الإجراءات البسيطة على مستوى الأفراد والمجتمع، ودعت الجميع إلى التقيد بها.

فقد أصدر جهاز البيئة تعميماً على الموظفين يدعوهم فيه إلى الامتناع عن لبس الملابس الثقيلة، مثل تجنب وضع ربطة العنق، وعدم لبس البدلات، وفتح الأزْرَار في القميص، حتى يستطيعوا التكيف مع السياسات الجديدة للطاقة، وتحمل درجات الحرارة التي ستوضع عليها المباني الحكومية.

ومن أجل تشجيع المواطنين على تنفيذ هذه التعليمات الجديدة، قام وزير البيئة الياباني بالحضور إلى العمل في مكتبه دون وضع ربطة العنق حتى يكون قدوة حية للآخرين، ويشجع الموظفين ويحفزهم على تجنب ربطة العنق، فالوزير بدأ بنفسه أولاً قبل أن يدعو الآخرين في الالتزام بمثل هذه السلوكيات والتصرفات البيئية في مجال ترشيد استهلاك الكهرباء.

وفي الحقيقة فإن اليابان تريد بهذه الإجراءات ضرب عصفورين بحجرٍ واحد. أما العصفور الأول، فهو إن عدم ارتداء ربطة العنق، ولبس الثياب والملابس الخفيفة في فصل الصيف، يُوفر الكهرباء ويُقلل من استهلاك الطاقة بشكلٍ عام عن طريق رفع درجة حرارة تشغيل مكيفات الهواء في المباني الحكومية، دون أي يحس الإنسان بعدم الارتياح والضيق من الحر.

والعصفور الثاني فهو أن هذه الممارسة البسيطة تَصب في إستراتيجية بيئية طويلة الأمد في مجال الطاقة، وتهدف إلى تحقيق التزام اليابان ببروتوكول كيوتو المعني بالتغير المناخي من خلال خفض استهلاك الطاقة، وبالتالي تقليل إنبعاثات الغازات المسئولة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض وحدوث التغير المناخي.

ولذلك نجد أن تنفيذ بعض الممارسات والسلوكيات على مستوى المجتمع برمته، ولو كانت صغيرة وبسيطة في فكرتها، إلا أنها تحقق أهدافاً كثيرة في عدة مجالات ولها مردودات ايجابية كثيرة تصب في مصلحة الفرد والجماعة والمجتمع بأكمله، وتساهم في حل مشكلات قد تكون معقدة وصعبة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق