الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

كريمات التجميل أم كريمات التشويه؟

اضطرت شركة عالمية يابانية مؤخراً للاعتذار رسمياً ومن خلال وسائل الإعلام عن تسويقها وبيعها لنوعٍ من أنواع الكريمات يعمل من المفروض على تبييض الجلد وتفتيح لون البشرة، ولكنه بعد الاستعمال تبين أنه كريم يؤدي إلى تشويه الجلد وتعكير لون البشرة، فأصاب من استخدمه من النساء ببقعٍ جلدية داكنة اللون، وتشوهات في البشرة، وتغيير صورتها وتكوين عدم تناسق في لون الجلد من منطقة إلى أخرى، بحيث كان من الصعوبة جداً إزالتها والقضاء عليها.

فهذه الشركة اليابانية التي اسمها مجموعة شركات كانيبو(Kanebo) لإنتاج مواد التجميل ومستحضرات الزينة والتبرج، وبخاصة أنواع مختلفة من الكريمات المتعددة الاستعمال، قد وقعت في حرجٍ كبير، وتشويهٍ حاد لسمعتها وفاعلية منتجاتها بشكلٍ عام، حيث اشتكى أكثر من مليون امرأة ورجل في اليابان، والصين، وبريطانيا، ودول أخرى بعد التشويه الذي أصابهم من استخدام الكريم السحري الخاص الذي أُطلق عليه مبيضات الجلد(skin-whitening cosmetics)، وبالتحديد من نوع كنيبو بلانشير سوبيرير(KaneboBlanchir Superior) وذلك بسبب وجود مادة كيميائية في غير محلها، فكان لزاماً على الشركة حفاظاً على ريادتها، وسمعتها، واستمرارية تسويق باقي منتجاتها من أن يأتي رئيس الشركة نفسه لتقديم الاعتذار العلني وأمام الملأ، والالتزام بتعويض المتضررين مالياً، كما تعهد بتطوير وتحسين نظام السلامة للمنتجات حتى لا تتكرر مثل هذه الحادثة. 

فهذه الحادثة ومثيلاتها من الحوادث التي لا نعلمها ولا تتناول وسائل الإعلام الكثير منها، يجب أن نقف عندها بتمعن وعقلانية، وبالتحديد بالنسبة للنساء، فهن أكثر تضرراً من هذه المواد والمساحيق التجميلية التي تستخدم يومياً، وأشدهن وقوعاً في الفخ الذي ينصب لهن من قبل شركات التجميل والزينة وعن طريق مغربات التسويق والإعلان المـضلل والكاذب في بعض الأحيان.

فالمجلات المتخصصة في منتجات التجميل وغير المتخصصة والصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والإلكترونية تكتظ بالدعاية والإعلان للترويج لأنواعٍ لا تُعد ولا تحصى من الكريمات والمساحيق، فمنها ما يستعمل للعناية بالجسم والبشرة والشعر، ومنها لتبييض الجلد وتفتيح لون الجسم والوجه واليدين، ومنها للقضاء على الترهل والتجاعيد، ومنها ما يستخدم لنفخ الشفاه، ومنها لشد الصدر والبطن، ومنها ما يُسوق بأنها طبيعية ومنتجات من طحالب بحرية، أو عسلٍ مصفى، أو من الزيوت النباتية والأعشاب الطبيعية، أو من الحليب البقري الطازج، أو أنها مستخلصة ومصنعة من نباتات برية نادرة، وهكذا نرى امتلاء المحلات التجارية بجميع هذه المنتجات والأدوات التجميلية، ولذلك لا بد من الحذر وأخذ كافة الاحتياطات اللازمة عند شرائها من حيث معرفة بلد المنشأ أو التصنيع، واسم الشركة، والمحتوى الكيميائي لهذه المنتجات، إضافة إلى أهمية الاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين مع هذه المنتجات.     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق