الأربعاء، 11 فبراير 2015

مصيبةٌ جديدة من وراء التدخين



من الملاحظ واقعياً أن الرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة بسرطان الرئة، ولكن هل هناك الدليل العلمي القوي الذي يدعم ويثبت هذه الظاهرة، ويُقدم العوامل والأسباب الطبية الدامغة التي تقف وراءها؟

لقد جاءت الإجابة عن هذا السؤال في البحث المنشور في مجلة "العلوم" في العدد الصادر في الرابع من ديسمبر 2014، تحت عنوان: "التدخين مرتبط بفقدان الكروموزوم واي"، حيث أفادت الدراسة التي أجريت على ستة آلاف رجلٍ بأن التدخين بشكلٍ عام يـُخفض من أعداد الكروموزوم "واي"(Y chromosomes) في خلايا الدم، وهذا الكروموزوم له علاقة مباشرة بنمو وتطور وظهور الأورام السرطانية، ولذلك نتيجة لهذا الانخفاض يرتفع احتمال الإصابة بسرطان الرئة عند الرجال مقارنة بالنساء.

وهذا الاكتشاف الجديد والحديث يُلقي الضوء مجدداً على مضار التدخين بأنواعه وأشكاله المختلفة المتمثلة في السجائر التقليدية وسجائر منخفضة القطران، والشيشة، والسجائر الإلكترونية، ويؤكد لنا الانعكاسات الصحية التي لا تخفى الآن على أحد من وراء التدخين، على المدخن نفسه من جهة، وعلى من يجلسون معه من جهةٍ أخرى، وهذه الاكتشافات والمردودات السلبية لن تنتهي، ففي كل يوم سنسمع عن تهديدٍ صحي وبيئي واجتماعي واقتصادي يأتي من وراء التدخين.

وجدير بالذكر أن شركات التبغ والسجائر تُقر وتعترف بهذه الحقائق الصحية والبيئية، فهي نفسها تكتب على علب السجائر بأن التدخين مضر للصحة ويؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة، ومع ذلك فهي تتفنن وتجدد في أسلوب تقديم هذه السجائر لقتل الناس وإفساد صحتهم، وتغير من يومٍ إلى آخر هوية هذه المنتجات السامة فتطرحها في الأسواق تحت مسميات مختلفة وباستخدام وسائل إعلامية إبداعية تجذب الشباب، وآخرها "السجائر الإلكترونية" التي تباع الآن بأكثر من 5000 طعم ونكهة ورائحة تُرضي جميع الأذواق والأهواء والرغبات والأعمار.

وفي القريب العاجل سنشهد ولادة نوعٍ مدمرٍ للإنسان، ومهلكٍ لصحته وصحة بيئته، وهو "سجائر المرجوانا"، أو "الماريوانا"، أو "الحشيش"، وخاصة بعد أن قامت بعض الولايات في الولايات المتحدة الأمريكية بتقنين استخدامها، والسماح رسمياً بتدخين ما أُطلق عليه "بالمرجوانا الطبية"(medical marijuana) لأغراض ترويحية وللتسلية، ومع زيادة الطلب على هذا النوع من السجائر ستدخل شركات السجائر العملاقة على الخط وستعتبرها فرصة ذهبية لا يمكن تفويتها، وستشرع في إنتاج هذا النوع الجديد، وبما يتناسب مع روح العصر وموضات القرن الحادي والعشرين، وستُجند كل قواها الشيطانية للوصول إلى أوسع شريحة من البشر داخل أمريكا أولاً، ثم رويداً رويدا إلى خارج حدود أمريكا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق