الثلاثاء، 3 فبراير 2015

إلى طيران الخليج


أُوجهُ عناية السادة في إدارة طيران الخليج إلى الإعلان المنشور في 22 يناير من العام الجاري من إدارة الطيران الاتحادي(Federal Aviation Administration) التابع لوزارة المواصلات في الولايات المتحدة الأمريكية والمتعلق بأمن وسلامة الطيران، وبالتحديد بالنسبة لوضع المسافرين  للسجائر الإلكترونية في الحقائب اليدوية التي يحملونها معهم إلى داخل مقصورة الطائرة.

 

فقد أصدرتْ هذه الإدارة تحذيراً لشركات الطيران المدني تحت عنوان:" خطورة السجائر الإلكترونية في التسبب في اندلاع الحريق في حقائب المسافرين"، حيث أكدت فيه خطورة وضع السجائر الإلكترونية في حقائب المسافرين التي توضع في منطقة الشحن في الطائرة بسبب احتمال نشوب الحريق من هذه السجائر، وأوصت بضرورة توجيه المسافرين وإلزامهم إلى حـَمْل هذه السجائر الإلكترونية معهم في حقائب اليد أثناء دخولهم الطائرة، فالحريق إذا نشب في مقصورة المسافرين يتم الكشف عنه فوراً وإخماده سريعاً دون إلحاق أضرارٍ جسيمة، أما في منطقة الشحن فقد يستغرق بعض الوقت لاكتشافه وإطفائه مما يُهدد أمن وسلامة المسافرين، واحتمال انفجار الطائرة وسقوطها.كذلك نشرت المنظمة الدولية للطيران المدني التابعة للأمم المتحدة في العاشر من ديسمبر من العام المنصرم منشوراً تحت عنوان: "حوادث متعلقة بالسجائر الإلكترونية" وضمنتها توصية مشابهة إلى شركات الخطوط الجوية التجارية.

 

وهذا التحذيرات جاءت بعد أن وقعت مؤشرات وحوادث تُؤكد خطورة هذه السجائر الإلكترونية وتهديدها للأمن العام وسلامة الطيران، منها الحادثة التي وقعت في مطار لوجن في مدينة بوسطن الأمريكية في 9 أغسطس من العام المنصرم عندما احترقت سيجارة إلكترونية في موجودة في إحدى الحقائب في منطقة الشحن في الطائرة مما أدى إلى إخلاء الطائرة من الركاب وتأخير إقلاعها، وفي الرابع من يناير من العام الجاري شب حريق في حقيبةٍ لأحد المسافرين في منطقة شحن الحقائب في مطار لوس أنجلوس الدولي. وفي المقابل هناك أيضاً العديد من حوادث الحريق التي اندلعت في المنازل نتيجة لاستخدام هذا النوع الجديد من السجائر.

 

وهذه الحوادث تنجم عادة عن بطارية الليثيوم الموجودة في السجائر الإلكترونية، أو الشاحن المستخدم لشحن البطارية، والذي في بعض الأحيان إذا ترُك مفتوحاً لفترات طويلة، قد ترتفع درجة حرارته فيشتعل ويسبب الحريق ويدمر كل شيءٍ من حوله.

 

فهذه الحوادث أجبرت الجهات المعنية بسلامة الطيران المدني، سواء على المستوى الأممي، أو مستوى الولايات المتحدة الأمريكية إلى دراسة كيفية حـَمْلْ المسافر للسجائر الإلكترونية معه أثناء الطيران، والتعامل معها "كمادة خطرة" مثل باقي المواد الخطرة المحظورة، وتقديم توصية تخفض من درجة ومستوى الخطر على المسافر والطائرة والمطارات، وذلك بهدف تجنب وقوع حوادث كارثية تؤدي إلى سقوط ضحايا بشرية بريئة.

 

هذا الاكتشاف الجديد حول السجائر الإلكترونية والمتعلق بالأمن والسلامة، يُضيف إلى الاكتشافات الأخرى ذات العلاقة بالبعدين البيئي والصحي، مما يدعونا إلى النظر بجدية حول استعمال هذه البدعة الضارة الجديدة، وإنني على يقين بأن الأيام القادمة ستأتي باكتشافات وأبعاد جديدة تؤكد المردودات السلبية لاستخدام هذه السجائر على الفرد والمجتمع إلى حدٍ سواء، كما حدث لسجائر التبغ التقليدية خلال الخمسين سنة الماضية.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق