الجمعة، 16 مارس 2018

حرق البخور يساوي حرق السجائر



أجريتُ دراسة سريعة للإجابة عن السؤال التالي: هل حرق البخور يساوي تدخين السجائر؟ أي بعبارة أخرى هل الملوثات والآثار الصحية التي تنجم عن حرق البخور لا تختلف عن حرق السجائر؟

أما بالنسبة للتدخين فهناك إجماع دولي عند كل المعنيين بالتدخين سواء العلماء ورجال السياسة والقانون أو شركات التبغ نفسها التي تبيع السجائر، فالجميع يعترف بأن هناك أكثر من 4000 ملوث ينبعث عند حرق السجائر، منها أكثر من عشرين مادة مسرطنة، كما يؤكد الجميع بأن التدخين "قاتل" للبشرية.

ولكن المشكلة تكمن في حرق البخور والعود وغيرهما من الأنواع الكثيرة التي تدخل تحت مسمى "البخور"، فهناك الكثير من الناس الذين لم يقتنعوا بعد بأن الملوثات التي تنطلق عند حرق "البخور" لا تختلف كثيراً عن الملوثات والسموم والمواد المسرطنة التي تنبعث من السجائر، كما لا يعلمون بأن الآثار والأضرار الصحية تكاد تكون متشابهة إلى حدٍ بعيد.

فقد قمتُ بدراسة حول الملوثات التي تصدر عن البخور، وأكدتُ من خلال تحليل هذه الملوثات أن البعض منها يسبب السرطان كالبنزين والفورمالدهيد والدخان، إضافة إلى المئات من الملوثات الأخرى السامة. وهناك دراسة أُجريت في دولة الإمارات وأفادت بوجود ملوثات مشابهة للملوثات التي تنبعث عن السجائر مثل الدخان وأكاسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون والفورمالدهيد، كما أشارت الدراسة إلى وجود علاقة بين حرق البخور والإصابة بالصداع، كذلك نُشرت دراسة في قطر على مائة طفل وأكدت أن حرق البخور في المنزل يزيد من خطورة تعرض الطفل للربو.

أما في دول شرق آسيا، فقد نُشر بحث عنوانه: "حرق البخور "عُود المسجد" في التايوان أثناء الحمل وتأثيره على وزن الجنين ومحيط رأسه"، حيث هدف إلى التعرف على الآثار الصحية التي تنتج من حرق البخور أثناء الحمل على 15773 مولوداً من حيث وزن المولود ومحيط الرأس، وأشارت الدراسة إلى وجود علاقة بين التعرض للبخور وانخفاض وزن الجنين، كما أفادت بأن البخور يؤدي إلى قصر محيط الرأس. كذلك نشر بحث عنوانه: "حرق البخور وموت الصينيين في سنغافورا من أمراض القلب" وهدف إلى التعرف على الآثار الصحية التي تنتج من حرق البخور عند 63257صينياً يعيشون في سنغافورا، وأشارت النتائج إلى وجود علاقة بين حرق البخور يومياً والتعرض للملوثات التي تنبعث منه وزيادة مخاطر أن يلقي الإنسان حتفه من أمراض القلب. 

فهذه أمثلة قليلة جداً للأبحاث التي أُتابعها باستمرار حول الملوثات التي تنبعث عن البخور والمردودات الصحية للتعرض لهذه الملوثات، والخلاصة التي توصلتُ إليها وللإجابة عن السؤال الذي طرحته في مقدمة المقال هي أن نوعية الملوثات التي تنبعث عن حرق البخور لا تختلف كثيراً عن حرق السجائر، وأما بالنسبة للانعكاسات الصحية فلا شك بأن البخور يضر بصحة الإنسان ولكن درجة الضرر تعتمد على عدة عوامل منها فترة تعرضنا لملوثات البخور وما إذا كُنا نستنشق هذه الملوثات أم لا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق