السبت، 14 أبريل 2018

ما هو رأي وزارة الصحة حول السجائر الإلكترونية؟


تُعد السجائر الإلكترونية من المنتجات الشيطانية الجديدة نسبياً التي ابتدعتها شركات التبغ والسجائر العملاقة كبديل يغطي الخسائر التي تكبدتها من انخفاض أعداد المدخنين لسجائر التبغ التقليدية المعروفة.

فهذه الشركات التي لا تيأس ولا يصيبها القنوط أو الفتور مهما كانت الضغوط التي تمارس عليها، تُسوق الآن السجائر الإلكترونية بأنها غير ضارة بالنسبة للمدخن ولمن حوله، أو إنها أقل فتكاً وتدميراً لصحة الناس، كما أنها تدَّعي بأن السجائر الإلكترونية تُعتبر المدخل الفاعل والعملي لعزوف المدخن عن تدخين السجائر التقليدية القاتلة، أي أنهم يجرونك ويحببون لك هذا النوع الحديث من السجائر لتتخلص من عادتك غير الصحية المتمثلة في تدخين السجائر العادية، فتقع من جديد وتسقط فريسة لهذه السجائر فتُدمن عليها!

أما أنا شخصياً فلا أصدق هذه الشركات العملاقة مهما ادعتْ، ومهما نشرت من أبحاث ودراسات مدفوعة الأجر مسبقاً، فهذه الشركات قائمة على أساس الكذب على المستهلكين لجني الأرباح فقط، فهدفها الربح السريع والوفير، ولذلك فثقافتها الداخلية مبنية على الكذب والتحايل والخداع، والأمثلة التي تؤكد قناعتي كثيرة جداً، وكتبتُ عنها مراراً وتكراراً.

وأُقدم لكم اليوم آخر متابعاتي للأبحاث المنشورة في مجلات علمية مرموقة ومعروفة بمصداقيتها وموضوعيتها واتْباعها للمنهج العلمي الرصين، لأؤكد لكم أن السجائر الإلكترونية مهلكة للجسد ومدمرة لأعضاء بدننا ويجب منعها كلياً واجتثاثها من مجتمعنا.

فالسجائر الإلكترونية تستخدم النيكوتين الخالص المعروف بسُميته العالية ويخلط مع مواد لإذابته وتحويله إلى سائل، كما تُضاف إليه آلاف النكهات والمذاقات السرية التي لم يتم بَعْد الكشف عن هويتها حيث بلغ عددها نحو 7000 مضاف، فيتحول إلى مخلوط سائل يتم تسخينه وتحويله من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية، أو البخار الأبيض الذي تشاهده أمامك عند تدخين هذه السجائر.

أما آخر الأبحاث والدراسات حول خطورة السجائر الإلكترونية، فمنها دراسة نُشرت في مجلة طب الأطفال الأمريكية في السادس من مارس من العام الجاري وأكدت اكتشاف خمسة ملوثات مسرطنة في بَول ولُعاب شباب استنشقوا دخان السجائر الإلكترونية. كما أكدت دراسة منشورة في مارس من العام الحالي في مجلة شؤون صحة البيئة عنوانها: "تركيز العناصر الثقيلة في السجائر الإلكترونية" عن وجود ملوثات سامة ومسرطنة في الدخان المنبعث من السجائر الإلكترونية مثل النيتروزوأمين والفورمالدهيد والنيكل والكادميوم والرصاص والكروميوم والخارصين والنحاس والزرنيخ. وعلاوة على هاتين الدراستين، فقد أشارت المجلة الأوروبية لأمراض القلب في أغسطس 2017 بأن تدخين السجائر الإلكترونية يضر بالقلب ويؤثر على أدائه ويعرضه للسقوط في حالات السكتة القلبية والموت. كما أفادت دراسة منشورة في 29 يناير من العام الجاري في مجلة وقائع الأكاديمية الأمريكية القومية للعلوم بأن الملوثات التي تنطلق من السجائر الإلكترونية تؤدي مع الوقت إلى تلف وتدمير الخلايا الوراثية "الـ دي إن أيه"، أي أنها تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان والسقوط في فك أمراض القلب المهلكة.

وفي الوقت نفسه أكد تقرير صدر في 23 يناير من العام الجاري من اللجنة القومية الأمريكية للصحة والتابعة للأكاديمية الوطنية للعلوم بأن السجائر الإلكترونية تسبب الإدمان، وأن الشباب المستخدمين لها يقعون فريسة مع الوقت لتدخين السجائر التقليدية القاتلة المعروفة لدى الجميع. كما أعلنت منظمة الصحة العالمية بأن على شركات التسويق عدم وضع إعلانات تفيد بأن السجائر الإلكترونية "آمنة وتساعد المدخن على العزوف عن التدخين"، وذلك لعدم وجود الأدلة العلمية الدامغة التي تثبت هذا الزعم والادعاء.

وبناءً على ما سبق يجب أن نؤكد على أن السجائر الإلكترونية ضارة جداً لبيئتنا وصحتنا على المدى القريب والبعيد، وتُسهم مع الوقت في زيادة أعداد المواطنين الذين يصابون بأمراض خطرة مستعصية على العلاج، وعلى رأسها السرطان، ولذلك من انطلاقاً من الخطة الوطنية للصحة للفترة (2016-2025) والتي أقرها مجلس الوزراء في الاجتماع الذي عقد في 17 أكتوبر 2017، علينا تنفيذ سياسة وزارة الصحة المبنية على الحكمة الطبية القائلة "الوقاية خير من العلاج" وذلك من خلال العمل على منع، أو تقنين بيع وتسويق هذه الآفة الجديدة والوباء القاتل.

فما هو موقف ورؤية وزارة الصحة من هذه السجائر الإلكترونية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق