الثلاثاء، 31 يناير 2012

اجتماعات التغير المناخي والقمم العربية

اجتماعات الأمم المتحدة حول التغير المناخي التي تعقد بشكلٍ سنوي منذ عام 1994، أي منذ 17 عاماً، وتشارك فيه عشرات الآلاف من الوفود الرسمية وغير الرسمية من معظم دول العالم أصبحت جدواها ونتائجها كاجتماعات قمم الدول العربية التي لا تنعكس إيجابا على الشعوب، ولا تكون لها ثمرات ناضجة ومفيدة يجنيها الناس مباشرة في حياتهم العملية اليومية.

فكما إننا نسمع عن انعقاد القمم العربية وعن اختتام أعمالها بشكلٍ دوري وتصرف الملايين من أموال الشعوب على الإعداد لها وتنظيمها، نسمع أيضاً عن اجتماعات التغير المناخي السنوية والتي تكون بعضها على مستوى القمة، يشارك فيها رؤساء ورؤساء حكومات الدول العظمى، ولكن في المحصلة النهائية لا نحصد على نتائج ملموسة ترقى إلى مستوى طموحات الشعوب المنتظرة والمتلهفة لقرارات يتم تطبيقها ويلتزم بها الجميع، ولا تشفى غليل المراقبين والمتابعين منذ عقود من الزمن.

فالكرة الأرضية تحترق في كل سنة من شدة الحر وألم القيظ، فترتفع درجة حرارتها، ويزيد نبض قلبها، ويرتفع ضغط الدم في شرايينها، ووفود العالم الرسمية تجتمع في كل سنة أسابيع طويلة في منتجعات فارهة ومريحة، تُجادل ساعات من الليل والنهار على صياغة كلمات معدودة، أو تعابير هنا وهناك لإصدار قراراتها النهائية والختامية، كما حدث بالفعل في ديربن عندما قضوا وقتاً طويلاً للموافقة على عبارة “قوة القانون”، بدلاً من عبارة “أداة قانونية”.

فكل وفدٍ يفكر فقط في مصلحته الآنية وفي مصلحة دولته من الناحية الاقتصادية البحتة، وكل وفد أو مجموعة من الوفود تحاول أن تجر السفينة نحوها، وتوجه دفتها لمصلحتها، فتارة تسير السفينة نحو الغرب، وتارة أخرى تتجه السفينة نحو الشرق، وقلما نجد هذه الوفود تتفق وتُصدر قرارات جماعية توافقية توجه دفة سفينة الكرة الأرضية نحو بر الأمان، ونحو استقرار درجة حرارتها وأمنها الصحي.

فتفكير وفود الدول في اجتماعات التغير المناخي، كتفكير الأحزاب في برلمانات الدول، وكتفكير الدول في اجتماعات القمة، فالكل يسعى نحو تحقيق الانجازات لمصلحة بلاده، أو مصلحة حزبه، أو مصلحة دولته، دون التفكير والعمل نحو المصالح العليا والعامة لشعوب الدول ولبيئة الكرة الأرضية برمتها.

ونحن الشعوب على أمل أن تتجه المرحلة القادمة من الاجتماعات على كافة المستويات نحو تحقيق الأهداف العامة والكبيرة، وليست المصالح الضيقة الوقتية، وأن تكون صحة الكرة الأرضية برمتها هي الهدف المنشود للدول في اجتماعات التغير المناخي والاجتماعات البيئية الأخرى.   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق