الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

أحمر الشفاه، سم يجب الحذر منه

ملايين النساء حول العالم، وبخاصة في دول العالم الثالث يضعن أحمر الشفاه أو ”الحُمرة “ بشكلٍ يومي  وربما أكثر من مرة في اليوم الواحد، بل وإن هذه العادة الآن ليست مقتصرة على الفتاة البالغة سن الرُشد والكبار في السن كما كان في السابق، وإنما تحولت مع الزمن إلى الأطفال وصغار السن من الفتيات اللاتي يضعن أحمر الشفاه في سنٍ مبكرة جداً ولسنواتٍ طويلة من عمرهن. والأدهى والأمر أنه حتى بعض الرجال في بعض المجتمعات المنحرفة والفئات الشاذة من البشر يضعون ويستخدمون هذه المواد التجميلية.

ففي السابق كانت هناك أنواع قليلة من أحمر الشفاه ومعظمها كانت طبيعية وتدور حول اللون الأحمر بدرجاته المختلفة، وكان استخدامها محدوداً جداً وفي نطاقٍ ضيق وفي سنٍ متأخرة، أما اليوم ونحن نعيش في عصر الإستهلاك المفرط، والتبذير الشديد الذي لا مبرر له، والهوس نحو الجمال الزائف والمقنع والمتخفي تحت ستار مواد الزينة والتجميل التي لا تُعد ولا تحصى، فقد اتسعت دائرة الاستخدام وتعددت إلى درجةٍ كبيرةٍ شملت كل عضو صغيرٍ أو كبيرٍ من أعضاء جسم المرأة الظاهر منها والمخفي، حتى أصبحت تجارة مواد التبرج والزينة والتجميل من أكثر الأنواع تطوراً وربحاً.

ولكن الأمر المهم الذي يخفى على المرأة التي تستخدم منتجات الزينة والجمال من أحمر الشفاه والأنواع الكثيرة من الكريمات المختلفة وغيرهما من المواد، أنها في معظمها تحتوي على مواد خطرة وسامة تؤثر على صحتها وسلامتها، وبخاصة عند الإفراط وسوء الاستخدام.

فأحمر الشفاه أو الحمرة، على سبيل المثال والتي تُقدم للمرأة على حسب اللون الذي ترغب فيه، وبما يتناسب مع لون ملابسها، أو لون حذائها، أو لون محفظتها، أو لون هاتفها النقال، أو لون حُليها، فإنها تحتوي على عنصر الرصاص المعروف بسميته الشديدة، وبخاصة تأثيراته على صحة الأطفال العقلية، إضافة إلى احتوائها على ملوثات أخرى مثل الكادميوم، والألمنيوم، والكوبلت، والتايتينيم، والكروميوم، والنحاس. وقد أكدت على هذه الحقيقة دراسة أمريكية نُشرت في مجلة شؤون صحة البيئة في مايو 2013، حيث أثبتت وجود الرصاص في 400 نوعٍ من أحمر الشفاه وبأعلى تركيز بلغ 8.9 جزء من الرصاص في المليون جزء من أحمر الشفاه. وعلاوة على هذا البحث، فقد أكدت دراسة رسمية حكومية نشرتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 2011 في مجلة علوم مستحضرات التجميل(Journal of Cosmetic Science) عن وجود هذه المواد السامة في أحمر الشفاه، وبتراكيز عالية في بعض الحالات، مما تشكل تهديداً حقيقياً لصحة المرأة.

ولذلك فإنني أتمنى من المرأة التي تضع أحمر الشفاه، أو مواد التجميل والزينة الأخرى أن تحتاط عند استخدامها لهذه المنتجات، وتتعامل معها بأنها مواد سامة تتراكم شيئاً فشيئاً في أعضاء جسمها ولا تُستعمل إلا عند الحاجة وللضرورة، وباعتدال ووسطية، وأن تُجنب الأطفال استخدامها، كما تتجنب هي نفسها دخول هذه المواد إلى جسمها سواء عن طريق الفم أو الجلد.  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق