الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

أنا لدي حلم



قبل أيام، وبالتحديد في 28 أغسطس صادفت الذكرى الخمسين للخطبة التاريخية الشهيرة التي ألقاها داعية حقوق الإنسان المدنية القس الدكتور مارتن لوثر كينج جونير في تجمعٍ كبير وحشدٍ من الأمريكيين لا مثيل له في التاريخ الأمريكي أمام نصب لينكولن التذكاري في مركز العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي.

وفي هذا الخطاب الجلل الذي تميز بتكرار عبارة ”أنا لدي حُلم“، قَدَّم فيه هذا المناضل الأمريكي الأسود رؤيته لأمريكا المستقبل التي تختفي فيها ظاهرة التمييز العنصري بين المواطن الأمريكي الأبيض والأسود والتي يتساوى فيها جميع المواطنين في الحقوق والواجبات وتتحقق فيها العدالة الاجتماعية بين المواطنين من كافة طوائفهم وألوانهم وأجناسهم وألسنتهم.

وإذا كان لمارتن لوثر كينج هذا الحلم السياسي الاجتماعي، فإني أيضاً لدي حُلم، ولكنه حلم بيئي يراودني منذ أكثر من ثلاثين عاماً ويشغل بالي وفكري.

فأنا لدي حلم أن ترجع بيئة البحرين إلى ما كانت عليها قبل عقود من الزمن، بيئة نظيفة نقية شديدة التنوع في الحياة الفطرية النباتية والحيوانية في البر والبحر.

فأنا لدي حلم أن يرجع ذلك الماضي البيئي التليد المزدهر، فتعود المياه الجوفية المتدفقة السائغ شرابها إلى سابق عهدها، فتنفجر من تحتها العيون بمائها العذب الفرات الزلال في البر وفي أعماق البحر، وتعود إلى ضفافها وجداولها المائية الغزيرة الكائنات الفطرية الحيوانية من الضفادع والسلاحف وغيرهما من الكائنات الحية التي كانت تستخدم مناطق العيون بيئة ثرية لها تتكاثر فيها وتربي عليها صغارها.  

وأنا لدي حلم أن تعود البساتين الخضراء الغناء التي تحفها غابات النخيل الباسقات التي لها طلع نضيد والضاربة عنان السماء وفي وسطها وتحت ظلها المئات من أشجار الفواكه والخضروات الطازجة والزكية، وتعيش في كنفها وحولها المئات من الطيور المغردة المهاجرة منها والمقيمة فتخلق جواً من الأنس والسرور والبهجة في نفوسنا.

فأنا لدي حلم أن أرى مرة ثانية ويرى أبناؤنا وأحفادنا من جديد بيئة بحرية ثرية ومنتجة، ماؤها نقي وصافي مليئة بتنوع الأحياء الصغيرة منها والكبيرة، وتزخر بثروة سمكية كبيرة فتؤمن لنا مصدراً غذائياً كافياً للمواطنين، وتعيش على سواحلها الآلاف من الطيور الجميلة بألوانها الزاهية المهاجرة منها والمقيمة. 

فهل يتحقق حلمي هذا، كما تحقق الجزء الكبير من حلم مارتن لوثر كينج؟  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق