الأحد، 6 أكتوبر 2013

ديفيد بيكهام


 

ديفيد بيكهام، لاعب كرة القدم الإنجليزي المشهور، بدأ ينتقل من عالم الرياضة إلى عالم البيئة، حيث ولج مؤخراً في بابٍ واسعٍ وخطير، تجد بداخله المعارك العنيفة والاشتباكات القاتلة وفيه أيضاً العصابات الإجرامية وشبكات المافيا المنظمة، فقد دخل لاعب الكرة في بحرٍ لجي متلاطم الأمواج قد يغرق فيه إذا لم يكن سباحاً ماهراً وقوياً، فانتقل إلى مجالٍ جديدٍ عليه لا يعرف أسراره، ولا يدرك التهديدات التي تحيط به، ولا يستوعب المخاطر التي ستأتيه من بين يديه ومن خلفه.

 

والأمر الجيد في دخول بيكهام إلى نادي البيئة أنه ليس وحيداً، فهو لاعب واحد من ضمن فريق الأحلام المتعدد التخصصات والاتجاهات، فمنهم الممثل من هوليود مثل إدوارد نورتون(Edward Norton)، ومنهم لاعب كرة السلة مثل الصيني المعروف لاعب فريق هيوستن روكتس ياو مينج(Yao Ming)، ومنهم أيضاً الأمير ويليم من إنجلترا.

 

فهذا الفريق البيئي الجديد الذي تم تشكيله سيلعب ضد فريقٍ عنيدٍ وعنيف لا يعرف الرحمة، ولا يعترف بقوانين وأنظمة اللعبة، فهذا الفريق البيئي سيلعب في ملعب تهريب الحياة الفطرية بأنواعها المختلفة النباتية والحيوانية على مستوى الدولة الواحدة وعلى المستوى الدولي، وسيتخصص الفريق في مواجهة التجارة غير الشرعية وتهريب منتجات وأعضاء الفيلة وحيوان الكركدن أو الخرتيت أو وحيد قرن وبعض الحيوانات والطيور الأخرى مثل النسور التي تواجه خطر الانقراض بمعدلات سريعةٍ جداً.

 

فقد قام الممثل الأمريكي الذي يرأس وَقْفَاً لحماية الحياة الفطرية في نيويورك بتسجيل أفلامٍ إعلامية لرفع وتعزيز الوعي الشعبي بأخطار التجارة غير الشرعية لمنتجات الحياة الفطرية، كما قام بيكهام ومينج والأمير وليام في لندن بتسجيل فيلمٍ آخر حول قتل الفيلة ووحيد القرن والتهديدات التي تلاحق هذه الحيوانات بالانقراض.

 

وهذا الفريق البيئي لا يقف وحيداً أمام طغاة المـُهربين وتنظيمات العصابات الإجرامية المنظمة والمسلحة، فقد تم تشكيل  فريقٍ سياسي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية لمساندة هذا الفريق البيئي، حيث وَقَّع أوباما أثناء زيارته لأفريقيا في يوليو من العام الجاري أمراً تنفيذياً يتم فيه إنشاء فريق عملٍ رئاسي مختص بمتابعة ومراقبة عمليات تهريب الحياة الفطرية، إضافة إلى تعيين مجلس استشاري رئاسي، كما خصص مبلغاً قدره عشرة ملايين دولار لمواجهة هذه الجرائم البيئية الدولية.

 

كذلك عقد البيت الأبيض في العاشر من سبتمبر من العام الجاري ندوة عامة عن خطر تهريب الحياة الفطرية عبر الحدود الجغرافية والتجارة غير الشرعية القائمة بين الدول، وشاركت فيها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلنتون، حيث قالت:إن تهريب الحياة الفطرية له انعكاسات خطيرة على الأمن والازدهار الاقتصادي على المستوى الدولي“، كما شارك في المنتدى نائب مستشار الأمن القومي بن رودز(Ben Rhodes)، حيث قال بأن عملية تهريب الحياة الفطرية تمثل تهديداً خطيراً للتنوع الحيوي الدولي، وهذه العملية تزيد سوءاً وتشتد خطورتها وتتفاقم كل يوم، وأضاف بأن هذه العملية تدخل ضمن الجرائم الدولية، فعمليات التهريب زادت ضعفين منذ عام 2007، وأعداد الفيلة التي تقتل في كينيا فقط زادت ثمانية أضعاف، وأعداد وحيد القرن في جنوب أفريقيا زادت خمسين ضعفاً، والاتجار فيهما وفي الحيوانات الأخرى النادرة والمهددة بالانقراض بلغ قرابة 320 بليون دولار سنوياً.

 

ومما سبق نؤكد أن عملية تهريب الحياة الفطرية أصبحت ظاهرة عالمية وتدخل ضمن الجرائم الدولية كتهريب السلاح والمخدرات، وبحاجةٍ إلى جهودٍ دولية مشتركة تتناسب مع حجم المخاطر التي تواجه التنوع الحيوي النباتي والحيواني، والتهديدات القاتلة التي يعاني منها التراث الدولي من الحياة الفطرية.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق