الاثنين، 16 يوليو 2012

مَدْرسة تستخرج الطاقة من مخلفاتها


نحمد الله سبحانه وتعالى أن جعلنا من الدول النفطية التي نحصل فيها على مصادر رخيصة نسبياً للطاقة، سواء من النفط الخام أو الغاز الطبيعي، فهناك دول تعاني كثيراً هي وشعبها من عدم وجود هذا المصدر من الطاقة لتوليد الكهرباء وتشغيل المحركات والصناعات، وبخاصة في المدن والقرى البعيدة عن المناطق الحضرية.

فهذه المناطق تضطر إلى الاستفادة من كل ما لديها من مواد خام محلية، أو حتى مخلفات منزلية وزراعية لإنارة منازلهم ومدارسهم وطرقاتهم، وطهي أكلهم.

وقد قامت مدرسة ثانوية للبنات في كينيا بعمل مشروعٍ رائد يقوم على استخدام مخلفات الإنسان العضوية التي تنتج من المدرسة نفسها، وتحويلها إلى مصدر للطاقة لتوفير الإنارة اللازمة للمدرسة وطبخ الوجبات المدرسية للتلاميذ.

فالمخلفات البشرية من حمامات المدرسة تنتقل عبر أنابيب خاصة فتضخ إلى خزان أو مفاعل خاص تحت الأرض، وهناك تبقى هذه المخلفات العضوية بعض الوقت فتقوم البكتيريا اللاهوائية بالقيام بعملية تحلل هذه المخلفات العضوية، ونتيجة لهذا التحلل الحيوي البكتيري ينتج غاز يُطلق عليه بـ البيوغاز أو الغاز الحيوي، وهذا الغاز هو الميثان الذي يعتبر المُكون الرئيس للغاز الطبيعي الذي نستخدمه في البحرين لتوليد الكهرباءـ، ثم يُنقل هذا الغاز إلى أفرانٍ خاصة تستخدم لإعداد الوجبات المدرسية.

فبهذه العملية البسيطة الاقتصادية وفرت هذه المدرسة كثيراً من الناحية الاقتصادية والصحية والبيئية. أما من الناحية الاقتصادية، فقد توقفت المدرسة عن شراء الوقود، وبالتحديد الفحم أو الأخشاب، وبذلك وفرت مبالغ كبيرة في ذلك. ومن الناحية الصحية والبيئية فإن عملية إنتاج الغاز من مخلفات البشر لا تصدر عنها غازات ضارة تلوث البيئة وتؤثر على صحة العاملين والتلاميذ إلى حدٍ سواء، وفي هذا أيضاً توفير من ناحية الوقاية من المرض وعدم الحاجة إلى العلاج المكلف جداً. وعلاوة على ذلك، فإن هذا الوقود المنتج محلياً من المخلفات يجنب الناس استخدام الأخشاب كمصدر للوقود، وبالتالي يجنبهم قطع الأشجار من الغابات. كما أن المخلفات الصلبة وشبه الصلبة التي تبقى من عملية التحلل، تستخدم كسماد زراعي ومواد مخصبة ومحسنة لخواص التربة.  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق