الاثنين، 23 يوليو 2012

كيف تعرف الطيور طريقها؟



كيف تعرف الطيور طريقها أثناء الليل والنهار عندما تحلق فوق السماء وفي الأجواء الرعدية والمطرية، وفي غياهب السحب الكثيفة، فتهاجر آلاف الأميال من قارةٍ إلى قارة أخرى في كل سنة دون توقف أو نسيان؟
فكيف تطير هذه المسافات دون أن تضل طريقها؟ فمن يهديها وينور مسارها؟
وكيف تهتدي الحيتان وأسماك التونة والسلاحف وغيرها أثناء هجرتها في ظلمات البحار والمحيطات وفي أعماقها السحيقة التي لا يصل إليها أي مخلوق بشري؟
وكيف تهاجر قطعان الكائنات البرية فتقطع مسافات طويلة جداً عبر الحدود الجغرافية للدول، وتعبر الأنهار والبحيرات لتصل إلى مكانها ثم تعود أدراجها كما جاءت سنة تلو الأخرى؟

كل هذه الأسئلة حيَّرت العلماء منذ قرون طويلة، وجعلت لعابهم يسيل لسبر غور هذه الحقيقة والتعرف عن كثب على خفاياها وأسرارها.

وفي كل سنة يكتشف العلماء جزءاً بسيطاً من هذا السر الرباني الخالد، وفي كل يوم يصل الباحثون إلى جانبٍ بسيطٍ لحل هذا اللغز المعجز.

فقد أكتشف بعض العلماء من كلية بيلر للطب في مدينة هيوستن بولاية تكساس أن الطيور لها القدرة الكامنة على اكتشاف ومعرفة التغيرات في المجال المغناطيسي للكرة الأرضية، فتصبح كأنها الحاسة السادسة لهذه الطيور، حيث تعرف العلماء على خلايا عصبية في مخ الحَمام تقوم بتسجيلٍ مُفصل ودقيق للمعلومات عن المجال المغنطيسي للأرض، وتعمل هذه الخلايا مُجتمعة كبوصلة حيوية تُرشد الطير عند الطيران وتجهه نحو الطريق الصحيح، ولكن لم يستطع هذا الفريق البحثي من فصل هذه الخلايا واكتشاف ما بداخلها.

ونشر اليوم بحث في مجلة أمريكية هي وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في العدد الصادر في يوليو من العام الجاري، وتمكن من التعرف على هذه الخلايا السرية ومعرفة مكوناتها، حيث اكتشف العلماء خلايا مغناطيسية في سمك السالمون تعمل كآلة تحرك وتوجه السمك أثناء هجرته الدورية وتتوافق وتتجاوب مع مغناطيس الأرض، فهذه الخلايا بها معادن ممغنطة تعرف بالمغناتيت وهي نوع من أكاسيد الحديد، وفي كل خلية 100 بلورة من المغناتيت ملتصقة بجدار الخلية.

وباكتشاف هذه السر الجديد، اقترب الإنسان أكثر من فك رموز لغز هجرة الطيور من حيث الكيفية والأسباب، ولكن مازالت هناك أسئلة كثيرة غامضة، وخفايا عظيمة لم يسبر غورها العلماء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق