الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

ضوضاء السيارات تسبب السكتة القلبية


يستهين الكثير من الناس من التلوث الضوضائي والأصوات الحادة والمرتفعة التي تصدر من السيارات والمحركات والمكيفات وغيرها من المصادر التي نتعرض لها بشكلٍ يومي، وربما لساعات طويلة.

فالخطورة تكمن من التعرض لهذه الأصوات في أننا عادةً ما نتجاهلها ونتهاون في انعكاساتها السلبية على أمننا الصحي، ويعزى السبب في ذلك إلى أننا لا نحس أو نشعر بشكلٍ فوري ومباشر بتأثيراتها ومردوداتها على صحتنا وسلامتنا، فهي تعمل في الخفاء وبسرية تامة، وتضرب مرة واحدة وتكون عادة الضربة القاضية.

فقد أكدت الدراسات الحديثة على هذه الحقيقة، حيث أفادت إلى أنه كلما زادت درجة الضوضاء وارتفعت الأصوات المزعجة في محيط الإنسان، زادت تبعاً لها احتمال الإصابة بالذبحة الصدرية المفاجئة(heart attack). ومن هذه الأبحاث دراسة دنمركية نشرت في 20 يونيو 2012 في مجلة بلوس وان العلمية (PLoS ONE)، وقامت بها الجمعية الدنماركية للسرطان وأجرتها على 50 ألف مشارك، واستمرت عشر سنوات. فقد استنتجت هذه الدراسة الطبية إلى أن زيادة درجة الإزعاج والضوضاء بقدر 10 ديسيبل(الديسيبل وحدة لقياس الصوت)، تؤدي إلى زيادة الإصابة بالذبحة الصدرية بنسبة 12%، وبخاصة الضوضاء الناجمة عن السيارات أثناء الليل. وأفاد الباحثون أن السبب في ذلك هو أن الأصوات المرتفعة تعيق النوم فيبذل الإنسان مجهوداً ليحاول أن يخلد إلى النوم، مما يؤدي إلى تعكير المزاج الإنسان والتعب النفسي والجسدي وارتفاع في إفراز هرمونات الاجهاد(stress hormones) في الجسم، ثم الإصابة بمشكلات حادة في القلب.


وفي الجانب الآخر، فإن الحياة الفطرية، وبخاصة الطيور تتأثر أيضاً بالضوضاء وينعكس سلباً على تكاثرها ونموها، استناداً إلى الدراسة المنشورة في يونيو من العام الجاري في مجلة علم أحياء الطيور(Journal of Avian Biology). فقد أكدت الدراسة على أن الإزعاج والأصوات المرتفعة من المصانع والسيارات والمولدات الكهربائية في المدن الحضرية تؤثر على عملية التواصل بين الطيور، وبخاصة بين الطيور وصغارها عندما تكون في أعشاشها أو عندما تتدرب على الطيران، فهذه الأصوات تؤثر على سماع الطيور لأصوات صغارها فتموت جوعاً.

ولذلك لا بد من التحذير من هذا القاتل الصامت الذي يحيط بنا وبالكائنات الحية في كل مكان، والعمل على اتخاذ الإجراءات الوقائية للحد من تأثيراته السلبية علينا وعلى الذين يعيشون معنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق