الخميس، 13 ديسمبر 2012

لا تأكل أسماك اليابان إلا بعد عشر سنوات



أسماك اليابان، وبالتحديد الأسماك الموجودة في المنطقة البحرية المحيطة بمجمع داياشي النووي في مدينة فوكاشيما الذي احترق في 11 مارس 2011، ستبقى ملوثة بالإشعاع وغير صحية للإنسان لأكثر من عشر سنوات قادمة.

هذه الحقيقة تدعمها التحاليل المخبرية الميدانية التي تُجرى على الكائنات البحرية بين الحين والآخر منذ كارثة فوكاشيما، وآخرها التحاليل التي عملت مؤخراً ونشرت نتائجها في مجلة العلمالمنشورة في 26 أكتوبر من العام الجاري، أي بعد مرور أكثر من 18 شهراً على هذه الطامة الكبرى.

فالتسربات المشعة التي انطلقت إلى الهواء الجوي وإلى مياه البحار، دخلت الآن إلى كافة مكونات البيئة الحية وغير الحية ولم يبق شبر منها إلا وقد أصابه عدوى التلوث الإشعاعي، فقد أصبح الآن جزءاً لا يتجزأ من هذه البيئات. فالمواد المشعة موجودة في الهواء، وفي المياه السطحية والجوفية، وفي التربة، وفي الكائنات الحية من إنسان، وحشرات، وديدان الأرض، والطيور، والأبقار والأغنام، وفي التربة في أعماق البحار وفي الكائنات البحرية السطحية والقاعية.

وهذه الاستنتاجات تعلن عنها الجهات الحكومية الرسمية، وليست الجامعات أو المنظمات الأهلية، فقد أكدت وزارة الزراعة والأسماك والغابات عن وجود نسبٍ مرتفعة من السيزيم المشع في الأسماك حتى قبل شهرين فقط، بلغت 25 ألف بيكرلز من السيزيم في الكيلوجرام من السمك، أي أعلى من المعايير بأكثر من 250 مرة، كما أعلنت الجهات الرسمية أن 40% من الأسماك التي تم اصطيادها من منطقة المفاعل لا تصلح لاستهلاك الإنسان، ولذلك قررت إغلاق هذه المنطقة البحرية كلياً حتى إشعارٍ آخر.

فوجود هذه الأسماك المشعة حتى يومنا هذا دليل دامغ على أن التلوث ضرب أطنابه في البيئة اليابانية في منطقة فوكاشيما، وأنه مازالت هناك مصادر تتسرب منها الملوثات المشعة، كما أن بعض المواد المشعة التي انبعثت إلى البيئة ومازالت تنبعث، مثل السيزيم، لها نصف حياة يبلغ 30 عاماً، أي أن هذا الملوث الموجود الآن في جميع عناصر البيئة الحية وغير الحية سيبقى مشعاً يلوث البيئة والإنسان أكثر من 30 عاماً.


فعلينا إذن أن نعرف مصدر الأسماك التي تصلنا إلى البحرين، فبعضها سيكون مسموماً بالإشعاع لسنوات طويلة قادمة.    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق