الثلاثاء، 12 مارس 2013

كيف نوقف جرائم تهريب الحياة الفطرية؟



 تَعهدتْ رئيسة الوزراء التايلندية في حفل افتتاح مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الاتجار في الكائنات المهددة بالانقراض والمعروفة دولياً بـ السايتيس، والذي عقد مؤخراً في تايلند، فقالت بأنها ستُوقف كلياً عملية الاتجار في أعضاء الفيلة حفاظاً عليها وحماية لها من الانقراض على المستويين المحلي والإقليمي.

ولكن هذا الالتزام لا يغني ولا يسمن من جوع بسبب عدم وجود آلية حازمة لتنفيذ هذه الوعود، وعدم وجود قوة عسكرية ضاربة خاصة لمواجهة التحديات المعقدة والكبيرة التي تقف أمام عملية إيقاف الاتجار في الفيلة والحياة الفطرية عامة بشقيها النباتي والحيواني.  

وقد أكد على وجود هذه التحديات العِظام، الأمين العام لاتفاقية السايتيس عندما صرح بأن على الدول التعامل مع عمليات الاتجار غير الشرعي بالحياة الفطرية وتهريبها عبر المحيطات وبين الدول، كتعاملها مع عمليات تجارة المخدرات والمواد الممنوعة والمحرمة دولياً من أسلحة وغيرها، حيث إن عمليات التهريب تحولت إلى عمليات دولية منظمة تدخل فيها العصابات المسلحة وشبكات الإجرام العالمية وعصابات المافيا المنظمة، إضافة إلى الجماعات الإرهابية، وتُستخدم فيها أحدث الأجهزة والتقنيات المتطورة، وأكثر أنواع الأسلحة فتكاً وقتلاً وتدميراً.

ولذلك فإن عمليات تهريب الحياة الفطرية تحتاج إلى أمرين، الأول هو التعاون والتنسيق بين الدول المعنية بعملية التهريب والاتجار غير الشرعي من ناحية توفير وتبادل المعلومات الاستخباراتية في هذا المجال، والثاني إعداد فرق عسكرية متخصصة في هذه الدول لمراقبة ومتابعة وإيقاف هذه العمليات في مهدها.

وقد تنبهت الولايات المتحدة الأمريكية إلى هذه الحقيقة عندما حذَّرت وزيرة الخارجية السابقة كلينتون وقالت: ”الحكومة الأمريكية ستتعامل مع عملية تهريب الحياة الفطرية بأسلوبٍ جديد، وأكثر تركيزاً من خلال وضع هذه القضية ضمن السياسات الخارجية لأمريكا وجدول الأعمال الأمني....فقد أصبحت عملية التهريب أكثر تنظيماً، وأكثر ربحية، وأكثر انتشاراً، وأكثر خطورة من قبل.... وهذه القضية باتت تهدد حياة الإنسان والحياة الفطرية معاً “، كما أضافت قائلة: ”عملية التهريب تعتمد على التسيب عند حدود الدول، وعلى المسئولين الفاسدين، وشبكة قوية من المنظمات الإجرامية، وإنني أعطي أوامري لجهاز المخابرات لعمل تقييم حول تأثيرات تهريب الحياة الفطرية على اهتماماتنا الأمنية، حتى نعلم كافة الأبعاد المتعلقة به“.
   
وأخيراً جاء في تصريحاتها التي لخصت فيها موقف أمريكا عندما قالت:”ولكن الحقيقة هي أن الحكومات والجمعيات لوحدها لا تستطيع حل هذه المشكلة، ولا أحدٌ منا يستطيع. هذا هو تحدٍ دولي يمتد تأثيره عبر القارات والمحيطات، ونحن نحتاج إلى التعامل معه بالعمل الدولي المشترك الفاعل، كما تعمل الشبكات الإجرامية التي نسعى إلى تفكيكها“.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق