الثلاثاء، 5 مارس 2013

مخلفاتٌ من الحرب العالمية الثانية



الحرب العالمية الثانية انتهت وأصبحت في ذاكرة التاريخ الحزين، نَقرأ عنها في صفحات الكتب ونُدَّرس الأجيال الحالية واللاحقة عن المآسي والآلام التي وقعت فيها، ولكن مخلفات هذه الحرب والحروب السابقة مازلنا نسمع عنها ونراها أمامنا حية تنبض بالحياة في وسائل الإعلام، فأصبحت هذه المخلفات كابوساً مرعباً وشبحاً مخيفاً يُهدد بشكلٍ يومي أمن وسلامة الشعوب التي خاضت هذه الحروب، وتمثل مصدراً يخل ويضر بأمن البيئة ومكوناتها الحية وغير الحية برمتها.

ففي كل يوم نقرأ عن اكتشاف هذه المخلفات في الدول التي عانت من ويلات الحرب المدمرة، وبخاصة عشرات الآلاف من القنابل والقذائف التي ألقيت من الجو، أو من البحر، أو من البر، ولم تنفجر منذ أكثر سبعين عاماً، فبقيت على الأرض أو في قاع البحار، والكثير منها دخلت مع الوقت في أعماق التربة وتحت الأرض لا يعلم عن وجودها أحد، ولا يعلم أحد عن مواقعها، ولذلك كل هذه الاكتشافات لهذه المخلفات الخطرة والقاتلة تكون عن طريق الصدفة، وبعضها يكون في المناطق والمدن المزدحمة بالسكان.

وأخيراً وليس آخراً، وفي 18 فبراير من العام الجاري، تم الإخلاء الإجباري لأكثر من عشرة آلاف من سكان مدينة هاماماتسو(Hamamatsu) بمقاطعة شيزوكا(Shizuoka) من منازلهم ومكاتبهم ومحلاتهم، بسبب اكتشاف قذيفة غير متفجرة تزن زهاء 860 كيلوجراماً قامت القوات البحرية الأمريكية بقذفها على المدينة في الأيام الأخيرة من الحرب.

واكتشاف هذه القذيفة الضخمة القابلة للانفجار في أي وقت، وفي وسط التجمعات السكنية، أدى إلى هلع وخوف السكان، وتَوقُفْ العمل كلياً في منطقة القنبلة، فشلت حركة القطارات ووسائل النقل الجماعي، وهرع الناس إلى المنازل والملاجئ المخصصة لمثل هذه الحالات الطارئة ومكثوا هناك حتى زوال خطر هذه المخلفات.

ولذلك نجد أن قضية المخلفات بمختلف أشكالها وأحجامها ستظل تؤرق نفوس رجال السياسة قبل العلماء والباحثين، وبخاصة مخلفات الحروب من قنابل وقذائف صاروخية ومدفعية والتي ألقيت بعضها بالخطأ في البحار والمحيطات، أو سفن حربية غرقت في قاع البحر، فكل هذه الأطنان من المخلفات القابلة للانفجار جاثمة الآن في قاع هذه البيئات منذ عقودٍ طويلة، وستبقى هناك إلى ما شاء الله.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق