الاثنين، 21 أبريل 2014

تلوث الهواء، الخطر الأكبر على صحتنا


 

آخر استنتاج وصلت إليه منظمة الصحة العالمية في تقريرها المنشور في 25 مارس من العام الجاري هو أن تلوث الهواء يعتبر "الخطر الأكبر على الصحة العامة"، فمن بين الكثير من التهديدات والمخاطر التي يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية، جاء تلوث الهواء في المرتبة الأولى.

 

فالإحصاءات المتعلقة بتأثير تلوث الهواء على صحة الإنسان على المستوى العالمي مخيفة جداً وتدعو إلى القلق الشديد، فقد جاء في تقرير منظمة الصحة العالمية أن نحو سبعة ملايين إنسان قد لقوا حتفهم وقضوا نحبهم في عام 2012 بسبب تلوث الهواء، أي بعبارةٍ أخرى يموت إنسان واحد من بين 8 بسبب تلوث الهواء،    ومعظم الموتى نتيجة لأمراض القلب، والجلطة والسكتة القلبية، وأمراض الجهاز التنفسي، وبخاصة وسرطان الرئة. كما أكد التقرير الأممي أن قرابة 3.7 مليون إنسان يموتون نتيجة لتعرضهم للملوثات السامة والقاتلة المنبعثة من مصادر في البيئات الخارجية، وبخاصة الجسيمات الدقيقة أو الدخان من السيارات ومحطات توليد الكهرباء والمصانع، وزهاء 4.3 مليون يقضون نحبهم نتيجة لاستنشاقهم للملوثات التي تنطلق من البيئات الداخلية، وخاصة من أجهزة الطبخ والتدفئة في المنازل والتي تعمل بوقود الفحم، أو الخشب، أو المخلفات العضوية.

 

وهذا التقرير الجديد يُدعم ويثبت الاستنتاج الذي وصل إليه التقرير السابق لمنظمة الصحة العالمية والمنشور عام 2008، والذي أعلن فيه أن "تلوث الهواء يُصنَّف كمادة مسرطنة للإنسان" ويزيد من احتمال الإصابة بسرطان الرئة والمثانة بشكلٍ خاص.

 

ولذلك فإن هذين التقريرين الصادرين من احدى منظمات الأمم المتحدة المعنية بالصحة العامة على المستوى الدولي، يؤكدان بالأدلة العلمية المتواترة وبإجماع المجتمع الدولي على حقيقتين لا لبس فيهما ولا غبار عليهما ولا يختلف عليهما أحد، فالأولى أن تلوث الهواء من المواد المسرطنة، أي أن التعرض للهواء الجوي الآن يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان، والحقيقة الثانية فهي أن تلوث الهواء هو العدو الأول والأكبر لتدمير صحتنا.

 

وبالتالي إذا كُنَّا فعلاً حريصين على المحافظة على صحتنا وحماية أمنها، فعلينا أن نُـجنب أنفسنا كل العوامل التي تؤدي إلى تدهورها، وعلى رأس القائمة تلوث الهواء، وفي البحرين فإنني أحذر بشدة إلى المصدر الرئيس لتلوث الهواء وهو السيارات، فهي التي ستكون لها تداعيات خطيرة على جوانب كثيرة من حياتنا، سواء أكان الجانب الصحي والبيئي، أو الجانب الاقتصادي المتمثل في الازدحام ونقص في الإنتاجية وهدر الطاقة، أو الجانب الاجتماعي المتعلق بالحوادث المميتة وآثارها على الأسرة والمجتمع.

 

هناك تعليق واحد:

  1. عملية حرق الاطارات ومواد البلاستك والتي يتخذها البعض لسد الطرق أوليست تلك ضارة على البية !؟؟ لما لم نرى أي تقرير أو اشارة من الجهات المعنية بالحفاظ على البية او مثيلاتها الخارجية يستنكرون هذا الامر

    ردحذف