الخميس، 10 أبريل 2014

كيف تُبْعد عن نفسك شبح السرطان؟

لا شك بأن الجينات الوراثية التي تَحْملها في جسمك لها دور ملموس في زيادة احتمال إصابتك بمرض السرطان، وتُسهم بقدرٍ لا يعرفه أحد حتى الآن في ارتفاع التعرض لهذا المرض العضال، إلا أن هناك الكثير من الممارسات والعادات اليومية الحسنة التي تستطيع القيام بها، أو تتجنب بعض العادات والسلوكيات وأنماط الحياة الخاطئة والسيئة لدرء خطر الوقوع في هذا الوباء العام وإبعاد شبح السقوط فيه.

أما الأمر الأول، والذي تستطيع القيام به بكل سهولةٍ ويسر، هو الابتعاد عن التدخين بكل أنواعه من سجائر، وشيشه، وسجائر إلكترونية، وغيرها، وتجنب الجلوس مع أو بالقرب من المدخنين. فآلاف الملوثات السامة التي تنبعث عن التدخين تلوث الهواء الجوي المحيط بالمـُدخن وتعرض المدخن نفسه أولاً وغير المدخن لخطر الإصابة بعشرات الأمراض المزمنة. فهناك إجماع علمي وطبي بأن التدخين من الأسباب الرئيسة للتعرض لأكثر من عشرة أنواع من السرطان، منها سرطان الرئة، والفم، والحنجرة، والثدي، والقولون، والكبد، والعنق، والمثانة، إضافة إلى الأمراض الأخرى الكثيرة التي تنجم عن التدخين مثل السكري، والسل، والتهاب المفاصل، وفقدان البصر، والولادة المبكرة وانخفاض وزن الجنين بالنسبة للمرأة الحامل.

والأمر الثاني فهو الابتعاد عن شرب الخمر، وهذا ما يدعو إليه الآن المجتمع الغربي من أطباء وعلماء ورجال السياسة، وذلك بعد أن ثبت لديهم بأن للخمر انعكاسات سلبية تهدد المجتمعات من الناحية الصحية والاجتماعية والاقتصادية. وقد أكد الدكتور برنارد ستيوارت من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا والمختص في أمراض السرطان في التقرير الذي أعده لمنظمة الصحة العالمية، قائلاً بأن تغيير الإنسان لبعض سلوكياته وعاداته اليومية مثل "شرب الخمر" سيكون له دور رئيس ومحوري لمكافحة موجة مرض السرطان التي نراها تزحف في كل دول العالم، وأكد هذا العالِـم على ضرورة معالجة قضية شرب الخمر التي انتشرت في الدول الصناعية والغربية على نطاقٍ واسع، والتصدي لكافة الأبعاد المتعلقة بها من ازدياد الحوادث، والمشكلات الاجتماعية والصحية والاقتصادية التي تنجم عن شربها.

والأمر الثالث فهو متعلق بعاداتك الغذائية من حيث نوعية وكمية الغذاء والمأكولات التي تستهلكها كل يوم. فمن المعروف أن معظم المواد الغذائية، وبخاصة المعلبة منها وغير الطازجة تكون ملوثة، إما عن طريق المواد الكيميائية الموجودة في العلب نفسها، وإما عن طريق المواد الحافظة والمضافات الأخرى التي توضع في المادة الغذائية، وإما من خلال المبيدات والأسمدة الكيميائية التي توضع في التربة فتتحرك وتنتقل مع الوقت إلى النبات وتتراكم فيه، ومنها تدخل إلى أعضاء جسمك ويزداد تركيزها مع الوقت، ولذلك لا بد من الحذر الشديد عند تناول المواد الغذائية.

ومن جانب آخر لا بد من تجنب أو التقليل من تناول أنواعٍ محددة من الطعام. فعليك أولاً تجنب الأطعمة المقلية لأنها تحتوي على مركبات مسرطنة، وبالتالي تزيد من احتمال الإصابة بأمراض السرطان، إضافة إلى الابتعاد عن تناول المواد الغذائية التي تحتوي على كميات مرتفعة من الدهون. وفي المقابل عليك تناول المأكولات التي لها دور في خفض احتمال الإصابة بالسرطان، مثل بعض أنواع الفواكه والخضروات والمكسرات التي تحتوي على الألياف والمركبات ضد الأكسدة والفيتامينات، واجعل شعارك العام بالنسبة للعادات الغذائية "التنوع والاعتدال".

والأمر الرابع فهو متعلق بنمط وأسلوب حياتك من حيث ممارسة الرياضة والتمارين العضلية البدنية بصفةٍ مستدامة، ولو كانت لسويعات قليلة كل يوم، فأحب الأعمال إلى الله ما دامَ وقَلْ، وجميع الدراسات الطبية الميدانية تؤكد على أهمية القيام بالرياضة لحمايتك من أمراض السرطان والأمراض الأخرى المزمنة.

والأمر الخامس فهو العمل على تجنب مصادر التلوث والابتعاد عن التعرض للملوثات المسرطنة والسامة التي تنبعث عنها، مثل حرق البخور والعود في المنازل والمكاتب، وعوادم السيارات، وأدخنة المصانع ومحطات توليد الكهرباء، والأشعة الكهرومغناطيسية التي تنبعث من الهاتف النقال.

والأمر السادس والأخير فهو القيام بالتحاليل الدورية وإجراء الفحوصات الطبية من أجل الكشف المبكر للمرض ومحاولة علاجه قبل أن يستفحل وينتشر في أعضاء الجسم.  

فهذه هي الوصايا الست التي أقدمها لك للأخذ بالأسباب لتجنب السقوط في هذا الوباء، ومع كل هذا لا تنسى الدعاء والتضرع إلى الله ليقيك من شر الوقوع فيه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق