الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

السجائر الإلكترونية قد تُسقط طائرة!



تداعيات التدخين والسجائر بكل أنواعها وأشكالها لا تُعد ولا تحصى، فهناك انعكاسات أَجْمَعَ عليها المجتمع البشري، حتى شركات التبغ وصناعة السجائر نفسها اعترفت بأخطارها وأضرارها القاتلة على الصحة العامة وعلى إصابة المدخن وغير المدخن بعدة أنواع من السرطان، ولكن اليوم نشهد بعداً جديداً للسجائر، وبالتحديد السجائر الإلكترونية الجديدة، لم يكن في الحسبان، ولم يفكر فيه أحد، ولم يخطر على بال بشر.


 


فهل تَوقعتَ يوماً بأن تكون للسجائر والسجائر الإلكترونية خاصة بعداً أمنياً يُعرض حياة الناس للخطر؟ بل وقد يحدث كارثة بشرية؟


 


فقد وقعت في الآونة الأخيرة عدة حوادث أكدت على هذا البعد الأمني الجديد للسجائر الإلكترونية وأنها قد تكون سبباً في سقوط طائرة، حيث نقلت صحيفة النيويورك تايمس الأمريكية في 13 أغسطس من العام الجاري خبراً غريباً تحت عنوان: "السجائر الإلكترونية يمكن وضعها ضمن قائمة المواد الخطرة على الطيران"، وجاء في الخبر أن العاملين في مطار لوجان الدولي في مدينة بوسطن بولاية ماساشوستس الأمريكية سحبوا حقيبة لأحد المسافرين وأخرجوها من منطقة جمع الحقائب عندما شمَّوا رائحة الدخان تنبعث منها، فقاموا بإطفاء الحريق المشتعل فيها فوراً، وبعد تفتيش محتويات الحقيبة تأكد لهم أن السبب هو بطاريات أيونات الليثيوم القابلة للشحن، والتي هي أحد المكونات الرئيسة للسجائر الإلكترونية.


 


فهذه الحادثة التي اُتهمتْ فيها السجائر الإلكترونية ليست الأولى من نوعها، ففي أغسطس 2009 تسببت شحنة من ألف سيجارة إلكترونية في اندلاع الحريق في طائرة للشحن في مطار مينابوليس بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي يناير 2013 اشتعلت بطارية أيون الليثيوم في طائرة الخطوط اليابانية بوينج 787، كما أن هذه السجائر الإلكترونية أدت إلى نشوب حرائق في بعض المنازل في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا نتيجة لارتفاع الحرارة أثناء شحن البطارية، وفي بعض الحالات وقعت ضحايا بشرية نتيجة لذلك، ومنها موت بريطاني عمره 62 عاماً في الثامن من أغسطس من العام الجاري في منطقة والاسي (Wallasey) في مدينة ليفربول البريطانية بعد انفجار السيجارة الإلكترونية أثناء شحنها، ثم نشوب الحريق في غرفة نومه.


 


 


ونتيجة لهذه الحوادث التي عَرَّضت أمن الإنسان والمنشئات للخطر، وبخاصة أمن الطائرات بعد تحليقها في الجو، فقد جاءت توصيات من خبراء الحريق في المطارات تؤكد أن السجائر الإلكترونية قد تكون مصدراً للحريق، وبالتالي يجب تصنيفها من ضمن "المواد الخطرة".


 


وربما قد يكون هذا العامل الأمني المتعلق بحياة الناس وسلامتهم مُقنعاً للجميع ودافعاً قوياً لمنع هذا المنتج الشيطاني الجديد الذي ابتدعته شركات التبغ والسجائر لتعويض خسائرها المالية الناجمة عن عزوف الناس عن السجائر التقليدية القديمة، إضافة إلى المبالغ الطائلة التي تدفعها هذه الشركات لصالح آلاف الدعاوى القضائية التي رُفعت ضدها، إِما كغرامات أو تعويضات نقدية للمتضررين عن التدخين.


 


فهذه السجائر الإلكترونية تتكون أساساً من محلول أو سائل يحتوي على عدة مواد كيمائية، أساسها مركب النيكوتين الخالص الذي يسبب الإدمان عند الإنسان، إضافة إلى بطارية لتوليد الطاقة اللازمة لتسخين السائل وتحويله من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية التي يستنشقها المدخن.


 


وجدير بالذكر أن شركات التبغ تُسوق هذا المنتج الجديد على أنه "المنتج المـُنقذ" للمدمنين على التدخين، فهي تعمل على إقناع الناس وتشجيعهم على تعاطي السجائر الإلكترونية كبديل "غير ضار" للسجائر التقليدية القديمة، وتحفزهم على هذا النوع الجديد من التدخين ليتوقفوا مستقبلاً بشكلٍ كلي عن "التدخين"!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق