الأربعاء، 6 أغسطس 2014

طامة جديدة يسببها التدخين



الدراسات والأبحاث الميدانية حول التدخين لن تنتهي ولن تتوقف أبداً ما دامت السجائر بكل أشكالها وأنواعها تُباع في الأسواق للصغير والكبير، للطفل والشاب، ففي كل يوم يكتشف العلماء والباحثون ضرراً جديداً يُوقعه التدخين بالمدخن نفسه، وبمن يجلسون حوله فيتعرضون للسموم التي تنبعث منه.

ففي العقود الماضية انصبت جهود العلماء وأبحاثهم نحو الملوثات التي تنطلق أثناء التدخين، والتي تبلغ نحو 4000 مادة كيميائية سامة، منها قرابة 400 مادة معروفة بخطورتها على الإنسان، ومنها مواد مُشعة، ومنها 60 مادة تسبب السرطان. كما توجهت دراسات الباحثين نحو الأمراض التي يتعرض لها المدخن وغير المدخن، حيث أكدوا بأن التدخين يؤدي إلى الإصابة بثلاثين نوعاً من الأسقام القاتلة التي تُعَجِّل من وصول أَجَلْ الإنسان وتدخله في القبر مبكراً. فالتدخين يسبب سرطان الرئة، وسرطان القولون، والكبد، والمثانة، والعنق، والثدي، ومرض السكري من النوع الثاني، والسل، وضعف الجهاز المناعي، وأمراض والتهابات المفاصل، وفقدان البصر، وأمراض القلب المختلفة، والسكتة القلبية، إضافة إلى الولادة المبكرة وانخفاض وزن الجنين وولادة أولاد معوقين ومشوهين خَلْقياً بالنسبة للمرأة الحامل التي تدخن، أو التي تتعرض بشكلٍ مستمر للملوثات التي تنطلق من المدخنين أثناء الجلوس معهم، ونتيجة لهذا فقد وصَفتْ منظمة الصحة العالمية التدخين بأنه أكبر وباءٍ صحي وأكبر تهديدٍ للصحة العامة تواجهه البشرية.

واليوم نَقفُ أمام بعدٍ جديد للتدخين لم يخطر على بال أحد ولم يفكر فيه من قبل، فقد كشفت دراسة أمريكية منشورة في مجلة أبحاث النيكوتين والتبغ(Nicotine & Tobacco Research) في العدد الصادر في يوليو من العام الجاري تحت عنوان: "متابعة العلاقة بين التدخين والانتحار"، أن الإنسان المدخن أكثر عرضة من غيره من الذين لا يدخنون للقيام بالانتحار وقتل النفس.

فقد أُجريت هذه الدراسة في الفترة من 1990 إلى 2004، حيث قامت بمقارنة حالات الانتحار في الولايات الأمريكية مع السياسات والتشريعات التي تطبقها كل ولاية حول التدخين من ناحية منعه في الأماكن العامة وفرض الضرائب والغرامات على السجائر والمخالفين لهذه التشريعات، وخَلُصت إلى استنتاجٍ هامٍ جداً هو أن هناك علاقة قوية بين فرض التشريعات المتعلقة بحظر التدخين ومنعه وبين خطر الانتحار، فكلما كانت التشريعات أكثر صرامة حول التدخين، انخفضت أعداد ونسبة المنتحرين.

ولذلك فإن هذه الدراسة تُضيف عاملاً جديداً لم يكن في الحسبان حول أسباب الانتحار وهو التدخين، علاوة على العوامل التقليدية الأخرى المتعلقة بالجانب النفسي، والاجتماعي، والصحي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق