الاثنين، 1 ديسمبر 2014

وصفة غذائية لمواجهة التغير المناخي


هوس التغير المناخي والدعوة إلى مواجهته وإيجاد الحلول للحد من تأثيراته على الإنسان وصل حتى إلى وصفات الطبخ، وإعداد الطعام في المنزل، والوجبات الغذائية التي نتناولها بشكلٍ يومي، وأُطلق عليها بــ" وصفات صديقة للمناخ"، أو "وصفات بيئية للطبخ"، حسب المقال الذي نُشر مؤخراً في صحيفة الجارديان البريطانية، وفي كتابين نشر أحدهما تحت عنوان: "وجبات غذائية لكوكبٍ ساخن"، والثاني عنوانه: "وجبات غذائية لكوكبٍ صغير".

 

وهذه "الوصفات" تعتمد أساساً على فكرة تجنب استخدام كل مادة غذائية من فواكه، وخضروات، أو لحوم، أو غيرها، والتي تأتي إما من مصادر تنبعث منها ملوثات تؤدي إلى رفع درجة حرارة الأرض وإحداث التغير المناخي للكرة الأرضية، أو إن عملية إنتاجها تنطلق منها هذه الملوثات الضارة بكوكب الأرض.

 

فمعظم هذه الوصفات المتعلقة بطبخ الوجبات الغذائية تُؤكد على تناول السمك أولاً، ثم الدجاج، وأخيراً لحم البقر أو الغنم أو غيرهما من اللحوم الحمراء، فالأولوية تُعطى للسمك لعدم وجود أية تأثيرات بيئية ومناخية ملموسة تنجم عن صيده ونقله واستهلاكه مقارنة باللحوم. فمن المعروف أن القطاع الزراعي ممثلاً في اللحوم أو الإنتاج الحيواني من أشد القطاعات وطأة على البيئة وإسراعاً في وقوع ظاهرة التغير المناخي وارتفاع سخونة الأرض. فالأبقار على سبيل المثال تنبعث من العمليات الحيوية في أجسامها أحجام كبيرة من الملوثات التي تؤدي إلى رفع درجة حرارة كوكبنا، وبالتحديد غاز الميثان الذي يعتبر من أشد الغازات رفعاً لدرجة حرارة الأرض وتهديداً لإحداث التغير المناخي، حتى أن الكثير من العلماء يُطلقون على الأبقار بأنها "قنبلة مناخية".

 

وفي الجانب الآخر تؤكد هذه الوصفات الغذائية على اختيار المواد الغذائية المنتجة محلياً والقريبة منك، سواء أكانت خضروات وفواكه، أو أسماك ولحوم من مختلف أنواعها، وذلك بهدف خفض نسبة انبعاثات الملوثات التي تَصدر من وسائل النقل من طائرات وباخرات وشاحنات، فكلما كانت مسافة النقل أقصر وأقل زمناً كلما وفَّرنا في استهلاك الطاقة وقَللنا من تركيز الملوثات في الهواء الجوي، وبالتالي حمينا كوكبنا من ارتفاع درجة حرارتها.

 

ولذلك تذكر دائماً بأنك على المستوى الشخصي تستطيع المساهمة فعلياً في تقليل تأثيرات وتداعيات التغير المناخي من خلال الوجبة الغذائية التي تتناولها يومياً.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق