الاثنين، 12 أكتوبر 2015

كَمَّامَاتْ على الموضة


بسبب الازدياد المطرد والكبير على الكمامات والأقنعة التي توضع على الأنف والفم لمنع دخول الملوثات والغبار إلى الجسم، وبالتحديد عن طريق الجهاز التنفسي، فقد دخلت شركات الموضة على الخط، ووجهوا مصممي الموضة في شركاتهم إلى إبداع وتصميم كممات عصرية وحديثة تتناسب مع القرن الحادي والعشرين، وتتماشى مع آخر صيحات ومستجدات الموضة في العالم، وفي الوقت نفسه تكون فاعلة في منع الملوثات من الدخول إلى أعماق جسم الإنسان.

 

فالصين وحدها تستخدم البلايين من الكمامات يومياً، ولا يستطيع المواطن الصيني في بعض المدن الصناعية العريقة كبكين وشنغهاي وغيرهما من الاستغناء عنها بسبب تلوث الهواء الذي ضرب أطنابه في هذه المدن الصينية، وجعل هواءها غير صالحٍ للاستنشاق ولحياة الإنسان، ويعرضه لمختلف أنواع الأمراض التي تصيب القلب والجهاز التنفسي، ولذلك فإن تصميم كمامات وأقنعة الأنف والفم وبما يتوافق مع متطلبات الموضة العصرية تزيد من مبيعات هذه الشركات وترتفع أرباحها السنوية.

 

وليست الصين وحدها التي تعاني من شر الملوثات والسموم التي تَشَبع بها الهواء الجوي، وإنما أصبحت ظاهرة تلوث الهواء عالمية ونشاهدها في كل المدن الحضرية والصناعية. فتلوث الهواء يقضي سنوياً على 3.3 مليون إنسان يعيش على الكرة الأرضية، وتشير التقديرات إلى أن هذا العدد سيتفاقم والضحايا البشرية سترتفع إلى 6.6 مليون بحلول عام 2050، إذا لم تتخذ الدول الإجراءات الحاسمة والفاعلة للتخفيف من مستوى الملوثات التي ملأت الهواء الجوي على كوكبنا، وهذه المعلومات جاءت في دراسة قامت بها جامعة هارفرد الأمريكية ونُشرت في المجلة العلمية المرموقة "الطبيعة" في سبتمبر من العام الجاري، حيث أكدت على أن الذين يموتون من تلوث الهواء أعلى من الذين يقضون نحبهم بسبب الإيدز، أو الملاريا، أو أي مرضٍ آخر.

 

ولذلك فإن تجارة الأجهزة والمعدات التي تُنَقي الهواء الجوي بشكلٍ عام والتي تحمي الإنسان من الملوثات وهو في خارج المنزل بشكلٍ خاص، تعتبر تجارة مربحة لن تبور، ويزيد الاقبال عليها يوماً بعد يوم، مما أدى إلى استغلال شركات الموضة لهذه الفرصة الذهبية والولوج في سوق ومنتجات الأقنعة والكمامات التي تمنع انتقال السموم إلى جسم الإنسان، فقاموا بتصميم قناعٍ خاص أُطلق عليه فِريكا(Freka) ودَمَجَ بين الموضة وفاعلية القناع في صد ومنع دخول الملوثات إلى الجسم الأنف والفم، كما مَزَج بين المنظر والشكل الخارجي والمظهر العصري الجميل وجودته العالية وجمع في الوقت نفسه بين سهولة الاستخدام والراحة عند الاستعمال وعدم الشعور بضيق التنفس والوقاية من التلوث.  

 

والآن يستطيع الإنسان أن يصون جسمه من شر الملوثات ويكون عصرياً وعلى الموضة بالنسبة لهيئته الخارجية.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق