الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

فيلم هوليود حول جريمة فولكس واجن


الكثير من الناس لم يستوعبوا حتى الآن الجريمة النكراء التي ارتكبتها الأيدي الآثمة لشركة فولكس واجن، ولم يدركوا بَعْد حجم الضرر البيئي والصحي الذي لحق بالهواء الجوي وأصاب ملايين البشر في كل أنحاء العالم بدون استثناء.

 

وسأَقُوم هنا بتبسيط هذه الفضيحة الكبرى وبيان ملابساتها وانعكاساتها حتى يقتنع كل إنسان بما تفعله هذه الشركات العملاقة من ممارسات وأعمال يومية مُنافية للأخلاق والقيم المبادئ العامة التي أَجْمعت عليها الإنسانية في كل أنحاء العالم ودون أن يرقبوا في أحدٍ إلاًّ ولا ذِمَّة.

 

فلو سَمعتُم أو قرأتم عن إنسانٍ أو مصنع قام عمداً بإلقاء مواد كيميائية سامة في ماء البحر وأدت إلى قتل الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، ثم الإنسان الذي يستهلك هذه الأحياء، فبِم ستصفون هذا الإنسان أو المصنع؟

 

ولو رَأيتم إنساناً أو مصنعاً يسمح بالملوثات المـُـسرطنة بالانطلاق إلى الهواء الجوي الذي تستنشقه كل ثانية لتعيش، وهذا الإنسان على اطلاعٍ تام وعلمٍ كامل بخطورة هذه الملوثات وتركيزها والأحجام التي يُطلقها في كل ساعة، فكيف تصفون هذا العمل؟ وماذا نطلق على هذا النوع من البشر؟

 

ولو شاهدتم وعلمتم عن شركة تبيع منتجات أو بضائع مغشوشة ومزيفة ومضللة للناس والحكومات لسنواتٍ طويلة، وهي على علمٍ يقيني، ومعرفة تامة بتفاصيل ودقائق الغش والزيف الموجود في منتجاتها، فماذا سيكون رأيكم عن هذه الشركة والقائمين عليها؟

 

ولو علمت عن شركة كذبت على الناس لعدة سنوات عندما ادَعَتْ بأنها تبيع منتجات نظيفة وصديقة للبيئة، وموافقة للمواصفات البيئية، ومتطابقة مع المعايير الخاصة بتلوث الهواء، فبم تصف هذه الشركة؟

 

فشركة فولكس واجن قامت فعلياً وعلى أرض الواقع بكل هذه التصرفات المشينة لأكثر من ست سنوات، وباعت على كل دول العالم قرابة 11 مليون سيارة ديزل تنطبق عليها كل الأفعال السيئة وغير المسئولة التي ذكرتها آنفاً، حيث إنها وبكل بساطة أرادت أن تكتسح سوق السيارات التي تعمل بالديزل، وتحقق السبق الدولي في تقديم سيارات منخفضة الإنبعاثات وتوافق عليها دول العالم وتباركها منظمات الأمم المتحدة المعنية بالتلوث، فقامت عمداً بتصميم وكتابة برنامج خاص للكمبيوتر يُوضع في السيارات فيَكْذب عند قياس تركيز الملوثات التي تخرج من عادم السيارة، ويعطي قراءات مضللة ومزيفة عن نسبة انبعاث الملوثات السامة والخطرة، واستطاعت عن طريق هذا البرنامج إقناع الدول بأن هذه السيارات صديقة للبيئة ولا تنبعث منها أحجام مرتفعة من الملوثات، ونجحت لفترةٍ من الزمن في بيع هذه الأعداد الهائلة من السيارات وحققت أموالاً طائلة وأرباح خيالية بلغت المليارات من الدولارات، ولكن الصدف كشفت كذب هذه الإدعاءات وزيف المعلومات التي قدمتها.

 

والآن نظراً لهول هذه الفضيحة على كافة المستويات وتأثيرها على كل دول العالم بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، فقد قررت هوليود في 13 أكتوبر من العام الجاري الدخول في هذه القضية وكشف أسرارها وفضحها أمام العالم، حيث أعلن الممثل المعروف ليوناردو ديكابريو بطل فيلم "تايتانيك" وشركة بارامونت لصناعة الأفلام أنهما سينتجان فيلماً مستخلصاً من كتاب سيصدر قريباً من تأليف جاك إيونج حول هذه الفضيحة العظيمة التي هزت شركة فوكسواجن نفسها، وهددت مصداقية صناعة السيارات في ألمانيا برمتها، وألحقت ضرراً فورياً بالاقتصاد الألماني.

 

فكل ما حققتها الشركة من أموال لا حصر لها خلال السنوات الماضية قد تذهب مع الريح هباءً منثوراً بسبب القضايا التي رُفعت ضدها في الكثير من دول العالم، فالرزق الحلال المـَـبْني على الصدق هو الذي يبقي ويستديم ويبارك الله فيه، والذي بُني على قاعدة الحرام والجشع والكسب بطرق غير شرعية فلا حياة له في الدَارَين، الدنيا والآخر.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق