الاثنين، 27 يونيو 2016

ماذا نفعل بالقمامة؟


المخلفات الصلبة العضوية وغير العضوية التي نُلقيها يومياً مع القمامة تُعد في الكثير من الدول موارد وثروات لا تُقدر بثمن، فتقوم عليها مختلف أنواع الصناعات، وتُعتبر من دعائم نمو الاقتصادي الوطني في هذه الدول، وفي الوقت نفسه تحل وتعالج أزمة مشكلة البطالة المتجذرة في كل دول العالم.

 

فالدول الفقيرة خاصة تستفيد من كل عنصرٍ ومُكون للقمامة المنزلية والتجارية، فالأوراق يتم تدويرها وإعادة صناعتها وتمثل منتجاً محلياً يأخذ مكانه في الأسواق، وكل أنواع المخلفات البلاستيكية يتم فرزها وفصلها ثم قطعها وتفتيتها إلى قطعٍ صغيرة، ومن ثم تحويل كل واحدة منها إلى منتجات استهلاكية تباع في الأسواق ويستخدمها كل إنسان، وأما المعادن المختلفة كالحديد والنحاس والألمنيوم وغيرها فيتم صهرها في أفرانٍ خاصة ثم بيعها على شكل ألواح، أو أنها تحول إلى منتجات استهلاكية جديدة، وكذلك بالنسبة للمخلفات العضوية من بقايا الأطعمة والمواد الغذائية التي تأخذ طريقها إلى القمامة بأحجام مهولة، فهي تُوضع في مقالب خاصة وتحلل بيولوجياً وتحول إلى مواد عضوية مخصبة للتربة تستخدم في الزراعة. وهكذا بالنسبة لكل المكونات الأخرى للقمامة، فكلها تسترجع ويعاد تدويرها وتصنع منها المنتجات، فلا يُرمى منها أي شيء، مهما كان نوعها أو حجمها.

 

وفي بعض الدول تؤخذ القمامة كلها إلى مصنعٍ خاص للتدوير، حيث يتم فرز وفصل المعادن والمخلفات غير القابلة للاحتراق عن المخلفات العضوية التي يمكن حرقها، فتُنقل المخلفات العضوية إلى مفاعلات خاصة تقوم بحرقها والاستفادة من الحرارة الناجمة لتوليد الكهرباء، أو الاستفادة من الحرارة لتوليد الماء الحار للتدفئة في الدول الباردة.

 

أما في دول الخليج فمعظم المخلفات البلدية الصلبة الناتجة عن المنازل، والمباني التجارية والسكنية فإنها تنتقل إلى مقبرة المخلفات أو المدافن، حيث يتم التخلص منها بطريقة الدفن، ثم تغطية هذه المخلفات بطبقة من التربة. وهذه المدافن أيضاً يمكن الاستفادة منها، فهناك بعض الدول الذي يقوم بضخ غاز الميثان الذي هو المكون الرئيس للغاز الطبيعي وينتج عن تحلل القمامة العضوية، إلى مفاعلات خاصة لتوليد وإنتاج الطاقة الكهربائية، وفي المقابل هناك دول تحول هذه المدافن والجبال المرتفعة من المخلفات بعد انتهاء عمرها إلى متنزهات وحدائق وطنية ومسطحات خضراء جميلة تزدهر فيها الحياة الفطرية من طيور وحيوانات. ففي يونيو من العام الجاري تم تحويل أكبر موقع لدفن القمامة في جزيرة ستاتن(Staten Island) في مدينة نيويورك الأمريكية، والذي كان يستقبل يومياً قرابة 29 ألف طن من القمامة إلى متنزه أُطلق عليه فرش كيلز(Freshkills Park) وتبلغ مساحته قرابة ثلاثة كيلومترات مربعة.

 

ولذلك فإن إبداعات الاستفادة من مكونات القمامة، أو من المدافن التي تُقْبر فيها القمامة كثيرة ومتعددة، فأي منها سنختار في البحرين؟

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق