الجمعة، 3 فبراير 2017

مؤتمر مايو كلينيك للقلب في البحرين



استمتعتُ كثيراً بالدراسات والأبحاث القيِّمة والمثيرة التي ألقيت في المؤتمر الذي نظمه مركز محمد بن خليفة لأمراض القلب بالتعاون مع مايو كلينيك في الولايات المتحدة الأمريكية في 11 يناير من العام الجاري.

وأسعدني تنظيم هذا المؤتمر الطبي العالمي على أرض البحرين وتناوله لقضية صحية معقدة ومزمنة بدأت تنتشر في كل أنحاء العالم، واستفحلت وتفاقمت بشكلٍ مشهود في السنوات القليلة الماضية، حيث الزيادة المطردة في جميع أنواع أمراض القلب، سواء على المستوى الدولي، أو على المستوى المحلي، في البحرين.

فقد حذر استشاريو القلب المشاركون في المؤتمر من تزايد نسب الإصابة بأمراض القلب في البحرين خاصة ودول الخليج عامة، وعزو هذا الارتفاع الملموس إلى أسباب متعددة منها أنماط الحياة الخاطئة التي يسير عليها الكثير من المواطنين والتي تتمثل في ارتفاع معدلات التدخين، سواء تدخين سجائر التبغ التقليدية وتعاطي الشيشة، أو مؤخراً استخدام السجائر الإلكترونية، إضافة إلى السمنة المفرطة والبدانة والعزوف عن ممارسة الرياضة البدنية وعدم تناول أنواع الغذاء الصحي بشكلٍ متنوع ومقنن ورشيد. كما كشفت أبحاث المؤتمر عن أن نسبة إصابة مواليد البحرين بالتشوهات القلبية تعادل 7 أضعاف مثلها على المستوى العالمي، حيث تبلغ النسبة في العالم 1.5 لكل ألف مولود بينما تصل في البحرين إلى 13و 14 لكل ألف.

وقد ركزت أبحاث ودراسات المؤتمر على الأسباب التقليدية المعروفة منذ سنوات والتي لها علاقة مباشر بالسقوط في شباك أمراض القلب، ولكن في المقابل لم يتناول المؤتمرون بعمق الأسباب الأخرى المستجدة ذات العلاقة بالتعرض للأسقام التي تصيب القلب.

ففي السنوات الماضية دخل على السطح عامل مهم جداً له علاقة مباشرة وقوية بأداء القلب وله انعكاسات سلبية خطيرة على قيام القلب بوظيفته الحيوية، وهذا العامل هو تدهور مكونات البيئة من هواءٍ وماءٍ وتربة، وبخاصة تلوث الهواء الجوي.

فقد أجمعت الدراسات عن وجود علاقة مباشرة ومتينة بين تلوث الهواء وتلف الأوعية الدموية القلبية ليس بين صفوف الشيوخ أو المرضى والذين يعانون من مشكلات صحية مزمنة فحسب، وإنما بين صفوف الشباب الأصحاء فلذات أكبادنا، حيث يؤدي التلوث إلى ظهور التهابات وتلف في الأوعية الدموية مما يزيد من مخاطر التعرض لأمراض القلب المزمنة والقاتلة، مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكتة القلبية.

وأتمنى من المؤتمرات القادمة سبر غور هذه القضية وإلقاء الضوء على المشكلات الصحية المزمنة التي تنجم عن تلوث الهواء، سواء على القلب أو أعضاء الجسم الأخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق