الأربعاء، 22 فبراير 2012

بيع 30 ألف كمَّامة في ساعةٍ واحدة


في كل يومٍ تظهر في سماء العاصمة الصينية بكين السحب البنية الصفراء اللون، يزداد عدد البائعين المتجولين والمحلات التجارية التي تبيع الكمامات التي تغطي الأنف وتمنع دخول الملوثات إلى الجهاز التنفسي، حتى أنه في يومٍ واحد، وخلال ساعة واحدة فقط، تم بيع 30 ألف كمامة.

فهذه السحب المشبعة بخليط معقد وخطير من الملوثات، وعلى رأسها غاز الأوزون السام، تدمر صحة الإنسان والنبات والجماد إلى حدٍ سواء، ولكنها في الوقت نفسه فرصة تجارية ذهبية لمن يريد أن يبيع الكمامات والأقنعة التي تحجب الملوثات من الدخول في الرئتين. فهذه الكمامات أصبحت الآن من البضائع الرائدة التي يحتاج إليها الناس بشكلٍ يومي، وبخاصة الذين يعيشون في المدن الحضرية التي تكثر فيها السيارات ومصادر التلوث الأخرى، ولذلك قيل من قبل مصائب قومٍ عند قومٍ وفوائد، ورب ضارة نافعة.

وفي البحرين بدأت ظاهرة السحب والضباب البني الأصفر الذي يطلق عليه علمياً بالضباب الضوئي الكيميائي تزيد سنة بعد سنة، فمصادر الملوثات التي تُكوِّن هذه الظاهرة في ازدياد مستمر وارتفاع شديد مطرد، ومن أهم مصادرها السيارات التي اكتظت بها شوارعنا في معظم الأوقات من الليل والنهار، حتى أن أوقات الذروة المرورية أصبحت الآن في جميع الشوارع وعلى مدار الساعة.

فالسيارات تنبعث منها آلاف الملوثات السامة والخطرة، منها ملوثات تسبب السرطان، كالبنزين الذي يصيب الإنسان بسرطان الدم، ومركب البنزوبيرين الذي يسبب عدة أنواع من السرطان. وعلاوة على هذه الملوثات، فهناك الملوثات التي تتحد مع بعض بوجود أشعة الشمس وتكون مجموعة من المركبات المؤكسدة الشديدة الضرر على الإنسان، وتنتج عنها سحباً بنية صفار اللون تتراكم في السماء حتى تصبح واضحة لا يمكن تجاهلها، وعند ظهور هذه السحب تدق أجراس الإنذار محذرة الناس، وبخاصة الأطفال وكبار السن من الخروج من منازلهم، بل وإن بعض الدول اضطرت إلى إعطاء الناس إجازة وعطلة رسمية لمنعهم من الخروج أثناء وجود هذه الغمامة القاتلة.

ولذلك على التجار اغتنام فرصة استيراد هذه الكمامات والأقنعة والاستثمار في بيعها، فالبحرين تسير في خطى المدن الحضرية العريقة التي تتميز بظهور هذه السحب وسيحتاج المواطن إلى هذه الكمامات في القريب العاجل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق