الأحد، 5 فبراير 2012

الممثلة الأمريكية ديـمِي مُور


أسرعتْ سيارة الإسعاف في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية عند منتصف الليل متجهة نحو أحد المنازل في حي راق من المدينة بعد أن تلقت مكالمة طارئة من صاحب هذا المنزل. وبعد الوصول تبين أنه منزل الممثلة الأمريكية الشهيرة ديمي مور(Demi Moore) التي تُعد من أعلى ممثلات هوليود أجراً.

 وفوراً بعد وصول طاقم المسعفين وعمل الفحوصات الأولية اللازمة، تم نقلها إلى قسم الطوارئ بالمستشفى وهي تعاني من أعراض التشنج في جسمها، وضعفٍ عام في كافة أعضائها، وبعد إجراء التحاليل اللازمة، تبين أنها تَعمدت استنشاق مادة كيميائية ملوثة تُعرف بالغاز الضاحك، أو أكسيد النيتروز.
 
وهذا المركب معروف عند أطباء الأسنان، فهو يستخدم كمخدر للعمليات البسيطة التي يجريها الأطباء، ولكن هناك من يُسيء استعمال هذا الغاز الذي له طعم حلو المذاق، ولا لون له، ويَشعر الإنسان عند استنشاقه بالمتعة والسرور. وعلاوة على ذلك فإن هذا الغاز يعرفه الذين يعملون في مجال سباق السيارات السريعة، حيث إنه يخلط مع الوقود في السيارة لجعلها تنطلق بسرعة عالية جداً، ويُطلق عليه مجازاً بالـ نيترس.  

فالممثلة ديمي مور قامت باستنشاق هذا الغاز لكي تشعر بالراحة والإثارة الآنية وتهرب من المشاكل الاجتماعية والأسرية والعاطفية التي تقاسي منها بعد طلاقها من زوجها.

وجدير بالذكر أن هذا المركب له شهرة واسعة على المستوى الدولي، فهو موضوع في قائمة الأمم المتحدة للملوثات المتهمة بإحداث التغير المناخي والمسئولة عن رفع درجة حرارة الأرض. فقد ورد في أحد بنود اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول التغير المناخي والتي تمخضت عن قمة الأرض في ريو دي جانيرو قائمة بمجموعة من الملوثات التي تسهم في رفع درجة حرارة الأرض، وعلى رأس القائمة غاز ثاني أكسيد الكربون، والميثان، ومن بينها أيضاً غاز أكسيد النيتروز.

واستناداً إلى هذا البند من اتفاقية الأمم المتحدة، فعلى دول العالم تقديم تقرير دوري حول المصادر التي ينطلق منها هذا الملوث إلى الهواء الجوي والتغيرات السنوية في تركيزه، إضافة إلى الإجراءات العلاجية والوقائية التي تتخذها الدول لخفض انبعاثه إلى الغلاف الجوي.

وهناك مصدران لهذا الغاز الملوث للهواء الجوي. أما المصدر الأول فهو طبيعي لا دخل للإنسان فيه، حيث إنه ينبعث عند التحلل البكتيري للمخلفات العضوية التي تحتوي على عنصر النيتروجين في التربة وفي أعماق البحار، ولذلك فهو موجود بقدرٍ بسيطٍ ومتزن لا يُشكل أية خطورة على مكونات البيئة، ولا يمثل أي تهديد لصحة الإنسان والحياة الفطرية.

ولكن هذا التركيز المعتدل والمتزن لم يستمر طويلاً بسبب المصادر الصناعية الكثيرة التي هي من صنع أيدينا. ومن هذه المصادر عملية حرق الوقود في محطات توليد الطاقة وفي السيارات، ومنها تحلل المخلفات العضوية النيتروجينية في مياه المجاري، ومياه مسالخ الحيوانات، والمخلفات الزراعية الصلبة وشبه الصلبة، إضافة إلى تحلل الأسمدة النيتروجينية التي تضاف إلى التربة بأحجام كبيرة جداً في كل دول العالم.

فعندما قامت "النجمة" ديمي مور باستنشاق أكسيد النيتروز من أجلِ متعةٍ آنية تزول بعد دقائق، لم تفكر بالسلبيات الصحية الخطرة الطويلة المدى التي تنجم عنه، مثل الإحساس بالدوخة والغثيان، وفقدان السيطرة على أعضاء الجسم، والتعرض للتشنجات الحادة وتلف في خلايا المخ، ووقوع الإجهاض عند النساء الحوامل.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق