الأربعاء، 19 يونيو 2013

موقع لدفن القمامة يتحول إلى متنزه


مشكلةٌ بيئية وصحية كبيرة تواجهها كل دول العالم بدون استثناء، وهي كيفية التعامل مع مواقع دفن القمامة المنزلية والمخلفات الصلبة الأخرى بعد امتلائها كلياً وانتهاء عمرها، فكيف يمكن للدول أن تستفيد من هذه المواقع التي لها قيمة لها من الناحية الاقتصادية ولا تساوي شيئاً عند تجار العقار؟

 

فهذه المواقع التي تُدفن فيها القمامة لا يمكن استخدامها بشكلٍ فوري ومباشر لإنشاء المباني والعمارات فوقها، فالقمامة مع الزمن تتحلل بفعل الكائنات الدقيقة وأشعة الشمس ومياه الأمطار وتفقد صلابتها وقوتها فتتحول إلى حالات ثلاث هي أولاً المواد الصلبة التي تُعرف بالكمبوست، أو السماد العضوي المـُخصِّب للتربة والذي يحسن من خصائص التربة بشكلٍ عام، والحالة الثانية فهي المواد السائلة التي يُطلق عليها بالرشيح، وهي تترسب في أعماق المدفن تحت الأرض، والحالة الثالثة فهي الغازات، وبخاصة غاز الميثان الذي يمكن استخدامه كمصدر للطاقة لتوليد الكهرباء، وهذا الغاز، إما أن ينطلق رأسياً في حالة وجود فتحات وثغرات في المدفن فينتقل إلى أعلى ويسبب الحرائق وتلوث الهواء الجوي ويفاقم من مشكلة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض، وإما أن ينتقل أفقياً عبر جسم المدفن حتى يحصل على فتحة يمر من خلالها، وقد تكون هذه الفتحات أنابيب المجاري والحمامات في أحد البيوت المجاورة للمدفن فيتراكم هناك وينفجر، كما حدث في الكويت في منطقة القرين وفي دول أخرى كثيرة.

 

ولذلك فالمدفن مع الوقت يفقد تماسكه ويبدأ في الهبوط فلا يمكن البناء عليه إلا بإزالة المخلفات الصلبة والسوائل كلها وعمل قواعد وأسس قوية جداً ذات مواصفات خاصة، وهذه قد تكون عملية مكلفة جداً إذا كان هذا المدفن كبيراً ويحتوي على أحجامٍ ضخمة من القمامة، كما ستكون هناك مشكلة أخرى تتمثل في التخلص من هذه المخلفات الصلبة التي تمت إزالتها من المدفن.

 

ولذلك تتمثل أحد الحلول العملية والناجحة في تحويل المدفن إلى متنزه عام ومحمية طبيعية للحياة الفطرية البرية والطيور. وهذا بالفعل ما حدث لأكبر مدفن للقمامة في القارة الأوروبية يحمل في بطنه ملايين الأطنان من مخلفات بريطانيا لأكثر من خمسين عاماً. هذا المدفن هو اسمهمكنج(Mucking Landfill) ويقع في مدينة إسكس البريطانية(Essex).

 

فقد تم بالفعل مؤخراً افتتاح هذا المتنزه بالقرب من لندن والقائم على مدفنٍ قديم للقمامة تم إغلاقه في عام 2010، فتحول هذا الموقع المعروف بالقذارة والأوساخ والذي يبتعد عنه الناس ويتجنبون الاقتراب منه إلى موقعٍ للترفيه والتسلية والتمتع بجمال الطبيعة من أشجارٍ غريبة وفريدة من نوعها إلى كائناتٍ فطريةٍ برية وطيور لا يمكن مشاهدتها إلا في هذا الموقع.   

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق