الثلاثاء، 18 يونيو 2013

إزدياد حالات السرطان: ظاهرة بحرينية أم دولية؟



يظن الكثير من الأخوة المواطنين أن نسبة السرطان مرتفعة جداً فقط في البحرين دون غيرها من دول العالم، وهذا الظن لا يدعمه الواقع الذي نشهده على المستوى الدولي من خلال الإحصاءات والتقارير المنشورة حول أعداد المصابين بالسرطان في مختلف دول العالم.

فعلى سبيل المثال، لا الحصر، نَشرتْ جمعية أهلية خيرية بريطانية متخصصة في مرض السرطان يُطلق عليها ماكملين لدعم السرطان(Macmillan Cancer Support) دراسة في 5 يونيو حول تغير أعداد المصابين بمرض السرطان خلال السنوات الماضية، وخَلصتْ الدراسة إلى أن هناك ارتفاعاً مشهوداً في نسبة المصابين بالسرطان، بحيث إنه بحلول عام 2020 سيصاب نصف البريطانيين، أي نحو 47% منهم بهذا المرض العضال، كما أفادت الدراسة إلى أنه في عام 1992، كانت نسبة المصابين 32%، وارتفعت هذه النسبة بشكلٍ مطرد في عام 2010 إلى 44%، أي بنسبة زيادة تبلغ 38%. كذلك أَكدتْ على هذه الاستنتاجات الدراسة التي قام بها مركز أبحاث السرطان في ديسمبر 2012، حيث أفادت إلى أن 50% من الرجال البريطانيين سيصابون بالسرطان بحلول عام 2027.

وعلاوة على هذا المثال البريطاني، فقد نشرتُ مقالاً في أخبار الخليج في 12 يونيو تحت عنوان:”قرى السرطان، حقيقة أم خيال“، وأَكدتُ فيه عن وجود أكثر من 459 قرية في الصين مصابة بالسرطان، أي أن معدل إصابة المواطنين الصينيين بالسرطان في هذه القرى السرطانية تزيد عن القرى والمدن الأخرى، واستندتُ في ذلك إلى اعترافات الحكومة الصينية نفسها ممثلة في وزارة البيئة، ونسبةً إلى التقرير الصادر عنها، والذي تمت الإشارة فيه إلى حقيقة وجود مثل هذه ”القرى السرطانية“.

وفي الصين أيضاً صَدَرَ تقرير طبي نُشر في مجلة تَصْدُرْ مرة كل شهرين هي(bi-monthly China Comment journal)ونقلتها صحيفة شنجهاي ديلي(Shanghai Daily) في 13 يونيو، حيث أفاد بأن هناك ستة صينيين يصابون بالسرطان كل دقيقة واحدة، أي أن هناك 3.12 حالة جديدة من المصابين بالسرطان كل سنة، يموت منهم مليونين، وأكثر أنواع السرطان شيوعاً هو سرطان الرئة، كما أكد التقرير على أنه بحلول عام 2020 سترتفع أعداد الحالات الجديدة للمصابين بالسرطان إلى أربعة ملايين سنوياً.

ولذلك فإن هذه الأمثلة التي ذكَرتُها لكم تؤكد على أن ارتفاع الإصابة بمرض السرطان ”ظاهرة عالمية“، وليست ”ظاهرة قومية“ مقتصرة على مملكة البحرين.

فهناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان، ومعظم هذه الأسباب والعوامل تعتبر مشتركة وموجودة في الكثير من دول العالم وتتعرض لها الشعوب في كل هذه الدول. أما السبب الأول فهو التدخين والذي ينبعث منه 4000 مادة كيميائية، من ضمنها ملوثات معروفة بأنها تصيب الإنسان بالسرطان، وقد أجمع العلماء بأن التدخين من الأسباب الرئيسة للإصابة بسرطان الرئة والحنجرة والفم. والسبب الثاني فهو شرب الخمر، حيث أكدت الكثير من الدراسات بأن الخمر يزيد من احتمال إصابة الإنسان بسرطان الرئة، والثدي، والقولون، والبنكرياس، والكبد، والحنجرة، والفم، وأن الشرب حتى بشكلٍ معتدل يصيب الإنسان بهذا المرض الخبيث.

أما السبب الثالث للإصابة بالسرطان فهو تلوث مكونات البيئة من هواء وماء وتربة، وهناك الآلاف من الملوثات التي تدخل بيئتنا كل ثانية من مصادر متعددة منها السيارات، ومحطات توليد الكهرباء، وبعض المصانع، وكل هذه الملوثات في نهاية المطاف تصل إلى الإنسان، إما عن طريق تناول المأكولات الملوثة، أو مياه الشرب المسمومة بالمواد السرطانية، أو بشكل مباشر من خلال استنشاق الهواء المخلوط بالمسرطنات.

والسبب الرابع فيكمن في أسلوب حياة الإنسان من ناحية ممارسة الرياضة، وتناول الوجبات الصحية المعتدلة والمتزنة، إضافة إلى الحالة النفسية التي يعاني منها الإنسان.

ومما سبق نجد أن هذه الأسباب كلها نعاني منها في البحرين ومعظم دول الخليج، فلا غرابة إذن أن تكون نسبة الإصابة بالسرطان مرتفعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق