الاثنين، 26 مايو 2014

شبهات حول الكوكا كولا والبيبسي


وافقتْ أخيراً شركة الكوكا كولا في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بعد سنواتٍ من الاحتجاجات والشكاوى الشعبية، على إزالة مادةٍ تَـحُوم حولها الشبهات وتكثر عليها التساؤلات من الناحيتين الصحية والبيئية من مكونات ومحتوى بعض أنواع المشروبات التي تَنْتُجها الشركة، وبالتحديد المشروبات الرياضية ذي النكهات الحمضية الذي يُطلق عليه بورأدى(Powerade)، وفرسكا(Fresca)، وفانتا(Fanta)، والتي تُصنَّع بعدة نكهات للفواكه كالليمون والفراولة، وبألوان مختلفة منها الأصفر والأحمر والأزرق والأخضر.

 

أما المادة المـُشتبهة فيها والتي تثور حولها الشكوك، والمتهمة بأضرارها على الصحة العامة فهي نوع من الدهون النباتية التي تحتوي على عنصر البروم، وهي الدهون النباتية التي بها البروم(Brominated Vegetable Oil, B.V.O.)، وتكمن خطورتها في وجود عنصر البروم في الزيت النباتي والذي يشكل تهديداً لصحة الإنسان، فهذا العنصر موجود أيضاً في المركبات التي تستعمل لإطفاء الحريق.

 

وتضاف هذه المادة إلى المشروبات الغازية لعدة أسباب من أهمها تحسين خاصية استقرار وثبات المواد الموجودة في المشروبات الغازية ومنعها من التحلل سريعاً حتى يطول عمر المنتج عند التخزين ولا يتلف بعد فترة قصيرة من الزمن. وجدير بالذكر أن هذه المادة التي تُضاف إلى المشروبات الغازية دون علم أحد ويستهلكها الملايين من بني البشر في كل أنحاء العالم محظورة في اليابان والاتحاد الأوروبي ويمنع استخدامها في المنتجات الغذائية والمشروبات. كما أن إدارة الغذاء والأدوية في الولايات المتحدة الأمريكية قد رفعت اسم هذه المادة من قائمة المواد التي تُصَنَّفْ بأنها "سليمة بشكلٍ عام" في عام 1970، أي أن أمريكا تعترف بأن هناك ملابسات وشكوكاً تحوم حول هذه المادة من ناحية الأمن الصحي العام، ولكن في الوقت نفسه سمحت باستخدامه ولكن بقدرٍ معلوم، فالتركيز المسموح به في المشروبات يجب أن لا يتعدى 15 جزءاً من هذه المادة في المليون جزء من المشروبات الغازية.

 

ومن قبل، وبالتحديد في يناير عام 2013 أعلنت شركة البيبسي منع استخدام هذه المادة في مشروباتها الرياضية، أو مشروبات الطاقة التي تُطلقْ عليها جاتوراد(Gatorade).

 

ولذلك من الواضح أن الشركات العملاقة متعددة الجنسيات، سواء أكانت شركات تنتج مواد غذائية أو مصانع، لا يهمها بشكلٍ عام الصحة العامة أو حماية البيئة ومواردها، بِقَدر اهتمامها بالربح السريع والوفير، مما يؤكد ضرورة مراقبة هذه الشركات بدقة وحزم وفاعلية وبخاصة من ناحية سلامة المنتجات التي تصدر إلى بلادنا. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق