الاثنين، 5 مايو 2014

كائنٌ بحري يَلْسَع رئيس وزراء بريطانيا


 

 

نقلتْ وسائل الإعلام الغربية أن مرتادي ساحل أريتا(Arrieta) في جزيرة لانزاروت(Lanzarot) الإسبانية  السياحية المعروفة قد شاهدوا ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا وهو يركض فجأة ويخرج سريعاً من البحر ويحك يديه وذراعيه بقوة، كما سمع الناس الموجودين بالقرب منه على الساحل صراخه بصوتٍ عال من شدة الألم.

 

فماذا حدث لرئيس الوزراء؟ ولماذا خرج من البحر بهذه العَجَلة والسرعة وكأن هناك أسماك القرش خلفه وهي تلاحقه في البحر؟

 

فقد انطلق رئيس الوزراء البريطاني هارباً من البحر كالحُمر المستنفرة التي فَرَّتْ من قَسْورة، ليس من سمك القرش الذي يُرهب الإنسان عندما يشاهده ويقف أمامه مشلولاً عديم الحركة، وإنما فَرَّ من كائنٍ هلامي بسيط، صغير الحجم، هزيل الجسم، ضعيف البُنْية، تتقاذفه الأمواج والتيارات البحرية من مكانٍ إلى آخر، ولكن هذا الكائن بالرغم من هشاشته وقلة حيلته، إلا أنه إذا ظهر في منطقةٍ بحرية ما، تدق أجراس الإنذار، وترتفع أصوات وسائل الإعلام معلنة الحذر الشديد من الاقتراب أو الدخول في تلك المنطقة البحرية، كما إذا سمع مرتادو البحر عن وجود هذا الكائن يَرْتَعِدون خوفاً ويَرْتَعِشُون ذعراً منه ولا يقتربون من تلك المنطقة.

 

كما أن هذا الكائن الضعيف إذا ظهر في منطقة بحرية يُشكل إنذاراً وتهديداً كبيراً لمحطات تحلية المياه وتوليد الكهرباء، سواء أكانت تعمل بالطاقة النووية أو الطاقة التقليدية كالغاز الطبيعي. فهذا الكائن البسيط الصغير الحجم أدى في الأول من أكتوبر من عام 2013 إلى شلِّ عمل أكبر وأول محطة نووية في السويد لتوليد الكهرباء على بحر البلطيق، وسبب في إغلاقها بصورة مفاجئة، وكاد هذا المخلوق الهش أن يُوقع كارثة نووية لا يعرف أحد عواقبها وانعكاساتها على الإنسان والكرة الأرضية برمتها. كذلك فإن هذا الكائن الهلامي سبب الكثير من المتاعب لمحطات تحلية المياه في البحرين، وأدى في عدة حالات إلى سد مداخل مياه البحر، وإحداث إرباكٍ شديد لعمل مصنع التحلية.

 

هذا المخلوق الذي يسبب للإنسان هذه الخسائر البيئية والاقتصادية والاجتماعية والصحية هو قنديل البحر، أو الجيلي فيش الذي لا عظام له، ويسبح في البحر بتقلصات جسمه وبقوة تيار ورياح البحر.

 

ولذلك لا بد من معرفة أسباب انتشار هذا الكائن ونموه غير الطبيعي في الكثير من بحار العالم، ويمكن تلخيصها في عاملٍ رئيس هو الصيد البحري الجائر باستخدام كافة الوسائل والأدوات المشروعة وغير المشروعة والذي أودى بحياة الكثير من أنواع الأسماك التي كانت تتغذى على قنديل البحر، مما ترك الباب مفتوحاً لهذا النوع من الكائنات في التكاثر والنمو بدرجةٍ كبيرةٍ وفي مناطق واسعة من البيئة البحرية.

 

وبعد هذه الحادثة المؤلمة التي مر بها رئيس الوزراء البريطاني شخصياً، أتمنى أن يعطي اهتماماً لقضية تلوث البيئة البحرية من جهة، وقضية قناديل البحر وتهديدها للإنسان ومنشئاته الساحلية من جهةٍ أخرى.

 

 

هناك تعليق واحد:

  1. يعطيك العافية على هالموضوع ، في البحرين وخاصة مرتادي البحر يلاحظون وجود كميات ضخمة من قناديل البحر في بحرنا - فهل ستكون علينا اضرار بسببها ؟ ومالذي يؤدي لكثرتها في بحرنا ؟

    ردحذف