الخميس، 8 مايو 2014

من أين نزل فيروس كورونا؟


مازال المجتمع الطبي حتى يومنا هذا يقف في حيرةٍ من أمره خائفاً ومترقباً وباحثاً عن الإجابة عن أسئلة كثيرة ومحاولاً حل هذا اللغز الصحي الجديد، فلا يعرف من أين نزل فيروس كورونا على الإنسان؟ ومازال يبحث بعمق في مختبراته ليتعرف على كيفية انتقال هذا الفيروس الفتاك القاتل إلى الإنسان، وطرق انتشاره بين بني البشر.

 

فمنذ أن بَرَزَ هذا الفيروس المـُعدي إلى السطح في أبريل عام 2012 وأوقع المئات من الضحايا البشرية في كل أنحاء العالم، معظمهم في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة في المملكة العربية السعودية، انكشفت الكثير من النظريات العلمية من خلال إجراء الدراسات الميدانية، وآخر هذه النظريات نُشر في 29 أبريل من العام الجاري في مجلة الجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة(journal of the American Society for Microbiology)، شارك فيها فريقٌ كبير من العلماء يمثلون جامعات ومراكز علمية مرموقة هي جامعة كولومبيا، وكلية آيكان للطب، ومؤسسة تحالف صحة البيئة من الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى جامعة الملك سعود وهيئة الحياة الفطرية السعودية.

 

فهذه الدراسة قَدَّمت دليلاً علمياً آخر يضاف إلى الأدلة الأخرى التي تحوم حول الجمل كمصدر رئيس لهذا الفيروس القاتل، حيث تمكن الباحثون من اكتشاف وفصل هذا الفيروس وهو على قيد الحياة من عينات من الأنف من جملين يعيشان في السعودية، ثم تم إجراء التحاليل الجينية التفصيلية على هذا الفيروس، وتبين أن هناك الآلاف من الأنواع الأخرى المستخلصة من هذا الفيروس والمنتشرة بكثافة عالية في الجمال، ومنها نوع يتطابق مع فيروس تم اكتشافه وفصله من أحد المرضى، مما أكد لدى الباحثين أن الجمال تعتبر من المصادر الرئيسة لفيروس كورونا وهي التي نقلت الفيروس إلى الإنسان.

 

ولذلك فالمعلومات العلمية الموثقة الموجودة حول هذا الفيروس والمرض المميت الناجم عنه يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

أولاً: فيروس كورونا(coronavirus) الذي يصيب الإنسان بمرض يسمى ظاهرة أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية(Middle East Respiratory Syndrome)، واختصارها ميرس(MERS-CoV)، يُصنَّف من ضمن عائلة فيروس الأنفلونزا المعروف، ومن ضمن الفيروس الشهير الذي سبب الموت الجماعي لنحو 800 إنسان عام 2003 وأصابه بالمرض التنفسي الحاد والشديد واختصاره سارس(severe acute respiratory syndrome, SARS).

ثانياً: أعراض المرض تتلخص في الإصابة بالكحة، وارتفاع درجة حرارة الجسم، ومشكلات في التنفس، ثم تؤدي إلى التهابٍ رئوي وفشلٍ كلوي وأخيراً الموت، وفيروس كورونا نادراً ما ينتقل من إنسان إلى آخر، والفترة الزمنية بين التعرض للمرض وظهور الأعراض هي خمسة أيام.

ثالثاً: إحصاءات منظمة الصحة العالمية تفيد بأن هناك 401 حالة أكيدة مصابة بالفيروس من 16 دولة هي:  المملكة العربية السعودية وقطر والكويت وعمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر وماليزيا والفلبين وتونس وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا واليونان، وآخر حالة اكتشفت في 27 أبريل من العام الجاري في ولاية إنديانا(Indiana) الأمريكية لمواطن أمريكي كان يعمل في القطاع الصحي، وجاء من العاصمة السعودية الرياض عبر مطار لندن ثم شيكاغو في أمريكا، وأخيراً انتقل بالحافلة إلى ولاية إنديانا عندما ظهرت عليه أعراض المرض.

رابعاً: المرض ينتقل إلى الإنسان من الحيوانات مثل الجمل والخفاش.

 

ولكن مازال هناك الكثير من الغموض الذي يحيط بالمرض، فمازالت العديد من الأسئلة تحتاج إلى الإجابة الشافية والمقنعة مثل: هل هناك حيوانات أخرى تحمل هذا الفيروس؟ وهل هذا الفيروس يسبب الأمراض للجمل نفسه؟ ولماذا ظهر هذا الفيروس الآن وقرر أن يضرب الإنسان؟ وكيف ينتقل من الجمل إلى الإنسان؟

 

ولذلك فالأبحاث جارية والدراسات مستمرة لتكشف المزيد من الحقائق وتقدم المعلومات حول هذا الفيروس والمرض الذي يسببه.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق