الاثنين، 2 يونيو 2014

ملوثات في منتجات التجميل



لا يعلم أحد عن الكثير من المواد التي تضاف إلى منتجات التجميل ومواد التبرج والزينة من كريمات للجلد إلى مستحضرات تجميل العينين، فهذه المركبات الكيميائية تكون في غاية السرية، ويحيط بها التكتم الشديد من قبل الشركات المصنعة.


 


ولكن في بعض الأحيان ينكشف هذا السر وتنكشف معه فضائح خطيرة تـُهدد سمعة هذه الشركات ومصداقيتها أمام الناس، وتُكذب ادعاءاتها بحماية البيئة والحفاظ على مواردها. فقد أكدت دراسات ميدانية على عينات من الكريمات التي تُستخدم لتنظيف وتنقية وغسيل الجلد أنها تحتوي على ملوثات بلاستيكية دقيقة جداً لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة تسمى الخرزات الدقيقة المتناهية في الصغر(microbeads)، وهذه الملوثات بعد التخلص منها وصرفها مع مياه المجاري تنتقل إلى محطات معالجة مياه المجاري ولكن تـَمُر وتنفذ من أجهزة الترشيح والمعالجة دون أن يحدث لها أي تغييرٍ في حجمها، وتدخل بعد ذلك إلى المسطحات المائية كالبحار والبحيرات والأنهار وتتراكم فيها ويزداد تركيزها مع الزمن، ثم مع مرور الأيام والسنين تُصبح جزءاً من هذه البيئات المائية فتنتقل إلى أجسام الكائنات الفطرية البحرية النباتية والحيوانية من قواقع وأسماك وفي السلسلة الغذائية المائية، وأخيراً تصل إلى الإنسان بعد استهلاكه لهذه الكائنات البحرية فتسبب له مشكلات صحية مزمنة.


 


وقد أثبت الباحثون من ولاية نيويورك خط سير هذه الملوثات البلاستيكية المجهرية بدءاً من التخلص منها بعد الاستخدام إلى صرفها في البيئات المائية، عندما اكتشفوا نسباً مرتفعة منها في البحيرات العظمى التي تُعد الرئة الغذائية لأمريكا، مما أقنع الجهات المعنية في الولاية إلى حظر استخدامه في كافة المنتجات.


 


ونظراً لخطورة هذه الحالة على صحة الإنسان وسلامة البيئة والحياة الفطرية، فقد استجابت مُضطرة كبريات الشركات المـُصنعة لهذه المنتجات وتعهدت بإزالتها والتخلص منها في القريب العاجل، حيث صرحت شركة تسكو قائلة: "إننا على علم بالمردودات البيئية لبعض أنواع المواد البلاستيكية الصغيرة الحجم، ونحن نعمل على إزالة هذه المادة من منتجاتنا ونعمل على إيجاد البدائل المناسبة"، كما قالت شركة كلارين الفرنسية للتجميل: "نحن على علم أن هذه المواد تسبب مشكلات للبيئة، ولذلك قررنا التخلص منها بالسرعة الممكنة، ونعمل بسرعة على إيجاد البديل"، كما قالت شركتا لوريل وجونسون وجونسون بأنهما ستتوقفان عن استخدام هذه المواد البلاستيكية الدقيقة بحلول عام 2017.


وجدير بالذكر أن المواد والمخلفات البلاستيكية عامة، الصغيرة منها والكبيرة تحولت إلى أزمة بيئية عظيمة تعاني منها كافة المجتمعات البشرية، فهي دخلت في البر والبحر والجو، ووصلت إلى أعماق البحار والمحيطات وإلى مناطق نائية وبعيدة جداً من الكرة الأرضية، مما يستدعي اهتماماً دولياً جماعياً مشتركاً لمواجهتها والتصدي لها قبل أن تحتل أرضنا.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق