الاثنين، 30 يونيو 2014

الحذر من بِرَكْ السباحة






أتذكر عندما كنت صغيراً، ويشتد بنا القيظ، وترتفع درجات الحرارة فيصب العرق صباً على أجسامنا، أُنشد فأقول: "إن جاء حَرُ الدار رُحنا إلى عذاري سبحنا في المياه"، ولكن اليوم ليس هناك عذاري وماؤها العذب الفرات وبيئتها الصافية والنظيفة والمزدهرة والمتنوعة بالحياة الفطرية الجميلة من نباتاتٍ وحيوانات نادرة الوجود، فليس هناك اليوم سوى برك السباحة الجماعية التي فيها من المخاطر الصحية والبيئية ما يجب التنبيه إليها والحذر منها.


 


فمن المخاطر التي توجد في برك السباحة وتهدد صحتنا هي أولاً الكلورين الذي يضاف إلى الماء للتعقيم والتخلص من الميكروبات والجراثيم المرضية المعدية، فهذا العنصر السام يقتل الجراثيم ويخلصنا من البكتيريا الضارة والقاتلة، إلا أنه في حد ذاته وفي الوقت نفسه يسبب مشكلات صحية أخرى يجب الحذر منها والتنبه إليها. فعنصر أو مركبات الكلورين التي تُوضع في برك السباحة تتفاعل مع المركبات العضوية التي تدخل في برك السباحة من إفرازات جسم الإنسان أثناء السباحة من عرق وبول وأوساخ على الجلد وعلى الشعر، فينتج خليط من الملوثات الكيميائية العضوية المكلورة يزيد عن 600 ملوثٍ عضوي سام وخطر، منها مجموعة من مركبات الفينول التي تحتوي على عنصري الكلورين والبرومين، ومنها عدد كبير من ملوثات الميثان التي تحتوي على أكثر من ذرة من الكلور، ومنها ملوثات عضوية حمضية كأحماض الخليك، وجدير بالذكر أن بعض هذه الملوثات يصنف كمركبات تسبب السرطان للإنسان.


 


ومن المخاطر أيضاً التي تنجم عن عدم الاستخدام السليم لبرك السباحة هي الملوثات الحيوية من جراثيم معدية وبكتيريا ضارة والتي تنتج من الإنسان نفسه، وبالتحديد من الأنف والفم والجلد، فكل هذه المناطق في جسم الإنسان تُعد مصدراً لهذه الكائنات الدقيقة التي تسبب مشكلات صحية خطرة.


 


ولذلك إذا أردنا أن نتمتع بالسباحة في البرك ونستمتع بصيفٍ صحيٍ وجميل، وبخاصة بالنسبة لبرك السباحة الجماعية فعلينا توخي الحذر والأخذ بالأسباب، وهي كما يلي: أولاً وَضْعْ الكلور أو مركباته في برك السباحة بقدرٍ معلوم وبأحجام محددة، أي باتخاذ الوسائل والأدوات العلمية اللازمة لهذا الغرض، فلا زيادة ولا نقصان في كمية الكلور، فالزيادة ضارة وسامة وتسبب الحكة والتهاب العينين والإغماء، والنقصان قاتل ويسبب عدوى مهلكة. وثانياً الاستحمام قبل الدخول في البركة لإزالة الملوثات التي تلتصق بالجسم من عرق وأوساخ ودهون وغيرها من الإفرازات التي تنتج عن الجسم. وثالثاً الامتناع عن التبول أو إدخال أية مواد غريبة في برك السباحة، وتجنب شرب ماء البركة. وأخيراً الاستحمام بعد الخروج لإزالة أية آثار لمواد كيميائية قد التصقت بالجسم.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق