الاثنين، 21 سبتمبر 2015

مياه المجاري تُعكِّر نجاح الألعاب الأولمبية في البرازيل


من أهم أسباب نجاح وتميز أية منافسة أو دورة رياضية، وبخاصة عندما تكون على مستوى الألعاب الأولمبية التي يشترك فيها كل دول العالم وتستضيف أفضل الرياضيين واللاعبين على المستوى الدولي، هي وجود الملاعب المناسبة ذات الجودة العالية والمواصفات الدولية لممارسة اللعبة الرياضية عليها، سواء أكانت ملعباً لكرة القدم، أو الصالات الداخلية المتعددة الأغراض، أو أحواض السباحة، أو البيئات المائية الخارجية مثل الأنهار والبحيرات والبحار التي تستخدم لبعض الألعاب المائية، مثل التجديف، والترايثلون، والسباحة، ورياضة القوارب الشراعية، والماراثون المائي. 

 

وتوفر مثل هذه الملاعب المهيأة من جميع النواحي تزيد من احتمال نجاح وقدرة الرياضي الأولمبي في تحقيق الأرقام القياسية وتحطيم أرقام سابقة عالمية أو أولمبية، ولكن في أغلب الأحيان نجد أن تركيز الجهات المنظمة للألعاب الرياضية والأولمبية بشكلٍ خاص ينصب على بناء الملاعب المصطنعة أو المنشآت الرياضية التي يبنيها الإنسان، فيغفلون في الوقت نفسه عن نوعية وجودة "الملاعب الطبيعية"، أو أنواع الرياضات التي تقام في البيئات الطبيعية الخارجية.

 

وهذا بالفعل ما يحدث الآن في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية التي ستستضيف الألعاب الأولمبية في عام 2016، حيث أفادت التقارير والدراسات الميدانية أن ملاعب البيئات الطبيعية الخارجية، وبالتحديد الملاعب التي ستقام عليها الرياضات المائية من أنهار وسواحل بحرية، تشهد تدهوراً نوعياً مزمناً ومخيفاً بسبب تلوثها بمياه المجاري الآسنة غير المعالجة أو المعالجة جزئياً وامتلاء هذه المسطحات المائية الأولمبية بملايين البكتيريا البرازية، وتشبعها بأنواع مَرَضية من الفيروسات التي  تعرض حياة وصحة اللاعبين للخطر، وتهدد عافيتهم وأمنهم، وقد تؤدي إلى عزوف اللاعبين الدوليين عن المشاركة، وبالتالي فشل هذه الدورة الأولمبية.

 

ونظراً لخطورة هذا الوضع على الصحة العامة وصحة المتنافسين الرياضيين بشكلٍ خاص واحتمال انتشار الأمراض والأوبئة بسبب تلوث المياه بالكائنات الدقيقة، فقد تدخلت منظمة الصحة العالمية رسمياً في هذه القضية الصحية البيئية الرياضية في الثالث من أغسطس من العام الجاري ودعت اللجنة الأولمبية الدولية إلى إجراء التحاليل الحيوية اللازمة للتعرف على نوعية وحجم البكتيريا والفيروسات التي تعشعش وتتكاثر في هذه المياه، ومدى ملائمة هذه البيئات والملاعب المائية لممارسة الألعاب الرياضية وتنظيم البطولة الدولية عليها.

 

وقد أكدت النتائج الأولية أن هذه الملاعب المائية ملوثة جداً ولا تصلح بوضعها الحالي لإقامة هذه الرياضات المائية، وعلى السلطات في البرازيل الآن مهمة صعبة جداً، ويواجهون تحدياً كبيراً لإصلاح وتنظيف هذه البيئات المائية الطبيعية التي تركوها وأهملوها سنواتٍ طويلة دون رعاية أو أدنى عناية.  

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق