الاثنين، 17 نوفمبر 2014

مُنْتج مُسرطن يلعب به أطفالنا


عندما رأيتُ هذا المنتج في البحرين، وشاهدتُ أمام عيني الأطفال والصغار والكبار يلعبون بهذا المنتج المشبوه صحياً وبيئياً، ويصنعون منه المنتجات الترفيهية والجمالية الأخرى التي توضع في الأصابع واليدين والرقبة والرأس والصدر، اضطررت إلى الكتابة عنه وتنبيه الجميع من المواطنين والمسؤولين إلى الاستعجال في سحبه من الأسواق ومنع اللعب به.

 

ولست الوحيد الذي يدعو إلى تحريم تداول هذه المنتج، فقد قامت الشركة نفسها التي كانت تبيعه في محلاتها إلى سحبه فوراً من جميع فروعها، حيث أعلنت سلسلة محلات الإنترتينر(The Entertainer) التي لها أكثر من 92 فرعاً متخصصاً في بيع ألعاب الأطفال في تصريحٍ مكتوبٍ قائلة:" :"نحن في شركة إنترتينر نضع سلامة الأطفال على رأس قائمة أولوياتنا، ولذلك كإجراءٍ احترازي، قُمنا بسحب هذا المنتج من جميع فروعنا....وسنقوم بتعويض زبائننا أو استبدالهم ببضاعةٍ أخرى".

 

وقد جاء هذا التحذير من هذا المنتج البلاستيكي الملون بألوان زاهية وجميلة وجذابة والذي يُباع على هيئة أشكال متعددة منها حبال بلاستيكية تلبس كأساور في اليد، من محطة الـ بي بي سي في بريطانيا، والتي أجرت تحليلاً لهذا المنتج عن طريق مختبر مستقل اسمه مكتب الفحص في بيرمنجهام(Birmingham Assay Office)، حيث كشف عن وجود نوعين من مركبات الباثاليت (phthalates) المحظورة بسبب تصنيفها كملوثات مسرطنة وبنسبٍ مرتفعة تراوحت بين 1% إلى 50%، وتفوق الحد المسموح به من قبل الاتحاد الأوروبي وهو 0.1% بالوزن في ألعاب ومستلزمات الأطفال.

 

ومركبات الباثاليت تُعتبر مجموعة من الملوثات الكيماوية التي تضاف إلى المواد البلاستيكية لزيادة مرونتها وليونتها وسهولة تشكيلها والتعامل معها لصناعة منتجاتٍ عملية يستفيد منها الناس في حياتهم اليومية، وهذه المضافات التي يُطلق عليها البلاستيسايزر(plasticizers)  موجودة في منتجات كثيرة نستعملها بشكلٍ يومي مثل السجاد، وكراسي السيارات، ومواد التجميل، وبعض الأدوية، وألعاب الأطفال، علماً بأن سبعة مركبات منها تم منعها حسب قوانين الاتحاد الأوروبي لأنها مسرطنة وتحوم حولها الشبهات.

ولذلك تأتي خطورة هذه المركبات في أنها تدخل في الأوساط البيئية بعد استعمالها مع الزمن ثم أخيراً إلى الإنسان، كما إنها بالتحديد تُشكل خطورة على الأطفال لأنهم يضعون الألعاب في الفم ويمتصونها فتدخل هذه السموم في أجسامهم.

 

وانطلاقاً مما سبق وأخذاً بمبدأ "الوقاية خير من العلاج" فإنني أتمنى من الجهات المعنية سحب هذا المنتج من الأسواق حفاظاً على صحة فلذات أكبادنا، وحماية لبيئتنا.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق