الأحد، 1 مارس 2015

ما علاقة المخابرات الأمريكية بالمناخ؟


الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم أية وسيلة لفرض سيطرتها على العالم، وبسط نفوذها وهيمنتها على الجميع، فالغاية عندها تبرر الوسيلة، حتى ولو كانت هذه الوسيلة غير أخلاقية ومنافية للقيم البشرية والمبادئ الإنسانية، فلا صديق دائم لأمريكا ولا عدو دائم، ولا حليف إلى الأبد ولا بغيض إلى الأبد، وفي كل يوم تبحث أمريكا كالشيطان الذي يجري مجرى الدم في الإنسان فيحثه على الشر والمعصية ويزين له المنكرات، عن آلياتٍ وأدوات تدميرية جديدة رُبما لا تخطر على قلب البشر العاديين، ولا يفكر فيها أحد من أجل تحقيق وفرض هذه السيطرة.

 

وها هي اليوم تفكر أجهزة المخابرات الأمريكية، وبالتحديد الـ سي آي إيه في تطوير وإنتاج سلاحٍ فريدٍ من نوعه كأسلحة الدمار الشامل من السلاح الكيماوي، أو النووي، أو البيولوجي، لكي تكون دائماً من الناحية العسكرية متفوقة على دول العالم ومتقدمة عليها كلها، ولها اليد القوية الضاربة التي تستطيع أن تمتد عبر الكرة الأرضية، وهذا السلاح المستقبلي القادم هو "المناخ"، أو "الأسلحة المناخية"، من رياح صرصرٍ عاتية، وأعاصير مُهلكة، وأمطار غزيرة مدمرة، وفيضانات شديدة غارقة.

 

وقد ثارت الشُبهات وانكشفت مؤشرات هذه النية الأمريكية للإفساد في الأرض وتدمير البشر والحجر والشجر من خلال تمويل ودعم أجهزة المخابرات الأمريكية، وبالتحدي الـ سي آي إيه للمجلس الوطني للأبحاث(National Research Council) لإجراء دراسات حول قضية خارجة عن إطار اختصاصها الأمني وأهدافها المعلنة، وهي "المناخ". فقد نُشرت نتائج هذه الدراسات في تقريرين منفصلين في العاشر من فبراير من العام الجاري تحت عنوان: "طرق وتقنيات مقترحة للتدخل في المناخ" أعدهما المجلس الوطني للأبحاث، أو الأكاديمية القومية للعلوم(National Academy of Sciences) وهم العلماء الاستشاريين في مجال العلوم.

 

فالتقرير الأول يُركز على التخلص من ثاني أكسيد الكربون الموجود في الهواء من خلال تكثيف الغطاء النباتي لامتصاص هذا الغاز من الهواء، أو استخدام أجهزة تفصل الغاز عن الهواء الجوي، أو زيادة قدرة الكائنات البحرية الدقيقة على امتصاص الغاز وتحويله عن طريق حقن البحار بعنصر الحديد، أو حقن ثاني أكسيد الكربون في المياه الجوفية.

 

أما التقرير الثاني فيتناول زيادة قُدرة السحب على أن تعكس أشعة الشمس من خلال إطلاق جسيمات، مثل جسيمات مركبات الكبريت في الغلاف الجوي، وبالتحديد في طبقة الاستراتسفير، حيث إن هذه الجسيمات تمتص أشعة الشمس وتمنع وصولها إلى الأرض فتخفض من درجة حرارتها.

 

فتمويل المخابرات الأمريكية لمثل هذه الأبحاث المتعلقة بالمناخ تحوم حوله الشكوك، ويثير الفضول، وتدعو إلى الريبة حول نوايا هذا الدعم وأهدافه البعيدة المدى. وبالفعل أبدى بعض الخبراء والأكاديميين الأمريكيين تخوفهم من استخدام المخابرات الأمريكية لتقنيات وطرق التحكم في المناخ المستخدمة في الهندسة الجيولوجية(geoengineering) لأغراض عسكرية وعدائية على الشعوب الأخرى، وتحوير هذه التقنيات لصناعة أسلحة "مناخية" على مستوى الكرة الأرضية. كما كَتَبت العديد من الصحف الغربية مقالات تحذر من نوايا أمريكا الشريرة في التدخل في النظام الكوني المناخي وتحويره وتغييره لأسباب أمنية، منها المقال المنشور في الجارديان في 17 فبراير من العام الجاري تحت عنوان: "هل تستطيع الـ سي آي إيه تحويل المناخ إلى سلاح؟".

 

ولذلك من الواضح لدي شخصياً أن أمريكا تسعى دائماً إلى تطوير وإنتاج وصناعة أسلحة جديدة في سريةٍ تامة لا يعرفها أحد، القريب أو البعيد، لكي تكون لها الريادة والأقدمية في سباق التسلح المدمر، واليوم هي تفكر في الأسلحة المناخية، وربما تعمل على تطوير وإنتاج "قنبلة مناخية" تُسيرها عن بعد لمناطق العدو فتُنزلها عليهم مطراً غزيراً مدمراً، أو عاصفة شديدة تسحق كل شيءٍ يقف في طريقها، أو ترسل عليهم السيْل العَرِمْ أو قاصِفَاً من الريح فتغرقهم جميعاً.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق