الخميس، 25 يونيو 2015

أجندة مملكة البحرين الصحية






فمن المعروف الآن واستناداً إلى المجتمع الطبي والعلمي، أن هناك اجماعاً دولياً على أن حرق التبغ على كافة صوره وأشكاله يُعرض الإنسان المدخن وغير المدخن لأخطار صحية كثيرة، وفي مقدمتها أمراض السرطان، والدراسات والأبحاث حول أضرار التدخين لم تقف حتى الآن، فمازالت هناك أبحاث تنشر كل يوم في جميع أنحاء العالم لتكشف لنا عن آثارٍ صحيةٍ جديدة للتدخين، وأبعادٍ خطيرة لم تكن في الحسبان ولم تخطر على بال أحد، مثل ارتفاع ميل المدخن نحو الانتحار.

وأُقدم لكم على سبيل المثال لا الحصر آخر الدراسات المنشورة التي تؤكد حجم الضرر الصحي والمجتمعي الكبير الذي يسببه التدخين. فهناك دراسة نشرت في 15 يونيو من العام الجاري في مجلة الجمعية الأمريكية للطب(الطب الباطني)، تحت عنوان: "الموت بسبب تدخين السجائر لـ 12 نوعاً من السرطان متعلقة بالتدخين في الولايات المتحدة الأمريكية"، حيث تؤكد الدراسة على أن التدخين يسبب 12 نوعاً مختلفاً من أنواع السرطان، وعلى رأسها سرطان الرئة والذي تم الكشف عنه في الخمسينيات من القرن المنصرم، إضافة إلى سرطان البنكرياس، والدم، والحنجرة، والكلية، والكبد، والمريء، والمثانة، والمعدة، والقولون، والثدي، والبروستات، كما تفيد الدراسة على أن 168 ألف من الأمريكيين يموتون سنوياً بسبب الإصابة للسرطان الناجم عن التدخين. كذلك هناك دراسة منشورة في مجلة أمريكية معروفة هي مجلة نيو إنجلند للطب في فبراير من العام الجاري تحت عنوان: "التدخين والموت: ما وراء الأسباب المعروفة"، وتؤكد الدراسة إصابة المدخن بـ 21 نوعاً من الأمراض المختلفة، والتي بعضها لم يُعرف من قبل بأن سببه التدخين. وعلاوة على هذه الدراسات فإن الجهات الصحية الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأسها "الجراح العام"(US Surgeon General)، إضافة إلى منظمة الصحة العالمية تصدر تقارير سنوية حول هذا الوباء القاتل لصحة الفرد وصحة المجتمع.

وانطلاقاً من هذا الاجماع الدولي على أضرار التدخين، واستناداً إلى مبدأ "الوقاية من المرض" الذي ورد في "أجندة مملكة البحرين الصحية: استراتيجية تحسين الصحة"، فإنني أرى أن تطبيق هذه الاستراتيجية وهذا المبدأ الصحي المعروف لن يكون إلا بمنع التدخين بكل أنواعه وأشكال وصوره منعاً باتاً في مملكة البحرين، كمصدر معترف به دولياً من مصادر إصابة الإنسان بأنواعٍ كثيرة من السرطان وأمراض أخرى مزمنة، وإلا فلا جدوى عملية وواقعية من هذه الأجندة التي وضعت أساساً لمنع إصابة المواطنين ووقايتهم من الأمراض وتجنيبهم العادات والسلوكيات وأنماط الحياة غير الصحية.        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق