الاثنين، 6 يوليو 2015

هل نُمارس الرياضة في البيئات الخارجية؟


سؤالٌ محير، ومُعضلة معقدة تحتاج إلى حلٍ توافقي سليم، وإجابة شافية ومقنعة. فمن المعروف علمياً وطبياً وتقليدياً أن الرياضة بأنواعها المتعددة والكثيرة لها ايجابيات لا تُعد ولا تحصى، فهي تُقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة والقاتلة كأمراض القلب، ومرض السكري، وأمراض السُمنة المفرطة والبدانة الخبيثة، كما إن ممارسة الرياضة والأنشطة العضلية والجسدية في الوقت نفسه تُخفض من احتمال الموت المبكر والمفاجئ.

 

وفي المقابل فإن تلوث الهواء بصفةٍ خاصة وتدهور وفساد نوعيتها وتشبعها بالملوثات السامة والمسرطنة يعمل على العكس من ذلك كله، فهو يزيد من تهديدات الإصابة بشتى أنواع الأمراض المزمنة والمستعصية والأسقام المهلكة والمدمرة للصحة، فالتلوث يرفع من نسبة الإصابة بأنواع السرطان المختلفة، ويُعمق من درجة التعرض للعِلل المتعلقة بالجهاز التنفسي،  ويزيد من سقوط الإنسان فريسةً سهلة لأمراض القلب، كما يؤدي في الوقت نفسه إلى الدخول في المقبرة مبكراً وفي سنٍ صغيرة.

 

فالسؤال الذي يَثُور الآن ويطرح نفسه: هل نمارس الرياضة في البيئات الخارجية، كالشوارع، والمتنزهات والحدائق العامة، وعلى السواحل البحرية، بالرغم من تعرضننا للملوثات الخطرة والضارة الناجمة عن السيارات وغيرها من مصادر التلوث؟ فكيف نوفق بين المحافظة على أمننا الصحي من ناحية ممارسة الرياضة في البيئات الخارجية وفي الوقت نفسه نقي أنفسنا وأجسامنا من شرور الملوثات.

 

ولكي أُقدم لكم الإجابة عن هذا السؤال وأفك لكم رموز هذا اللغز، أَجريتُ دراسةً سريعة حول هذا الموضوع، واطلعت على العديد من الأبحاث العلمية المنشورة في هذا المجال، ولا أريد هُنا أن أُضيع أوقاتكم في تفاصيل وتعقيدات هذه الدراسات العلمية والأبحاث الميدانية، ولذلك سأُزودكم فقط بملخصٍ مقتضب للاستنتاجات التي تمخضت عنها مشفوعة بتصوراتي ومرئياتي.

 

فالإيجابيات الصحية التي تنجم عن ممارسة الرياضة في البيئات الخارجية بشكلٍ عام تفوق السلبيات والأضرار التي تأتي بسبب التعرض للملوثات الموجودة في الهواء الجوي، ومن أجل أن نخفض أكثر من هذه السلبيات علينا أن نكون حذرين في اختيار البيئات الخارجية التي نمارس فيها الألعاب الرياضة، فنتجنب كلما أمكن ذلك الشوارع المزدحمة بالسيارات، ونبتعد عن الحدائق العامة القريبة من الشوارع الرئيسة المكتظة بوسائل النقل، أي أننا نختار الحل التوافقي الذي يوازن بين العمليتين، ممارسة الرياضة من جهة وخفض استنشاق الهواء الخارجي المـُلوث من جهةٍ أخرى.

 

ومع تطبيق كل هذه الاحتياطات الواجبة للحفاظ صحتنا والتوكل في الأخذ بالأسباب، علينا بالدعاء لوقايتنا من الأمراض والأسقام، فلا يَرُدُ القضاء إلا الدعاء.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق