الاثنين، 15 فبراير 2016

وفاة شابٍ بحريني


فُجعت أسرة هذا الشاب البحريني، وامتلأت ألماً وحسرة، وأصابها جرح لن يندمل عندما شاهدت ابنها فاقداً للوعي وقد سَلَّم رُوحه إلى بارئه وهو جالس في سيارته.

 

فمصيبة الموت التي نزلت على هذه العائلة وعلى هذا الولد وهو في ريعان شبابه، قد وقعت للسبب نفسه في حالاتٍ كثيرة، ليست في البحرين فحسب وإنما في كل دول العالم.

 

فهذا الموت المفاجئ الذي باغت الكثير من الناس كان نتيجةً لحرق نوعٍ من أنواع الوقود الأحفوري، مثل الفحم، أو جازولين السيارات، أو البخور والعود في بيئة صغيرة مغلقة لا يتجدد هواؤها، حيث إن هذه الأنواع من الوقود عندما تحترق تنبعث عنها ملوثات قاتلة ومسرطنة، من بينها غاز عديم اللون، والطعم، والرائحة، ويُطلق عليه بالقاتل الصامت، أو غاز أول أكسيد الكربون.

 

فهذا القاتل الصامت عندما يتعرض له الإنسان عن طريق الأنف، يتحد مع الهيموجلوبين الموجود في الدم ويتحول إلى مركب الأكسي هيموجلوبين السام الذي يمنع وصول الأكسجين إلى خلايا جسم الإنسان، ومع مرور الوقت وعدم وجود الهواء في تلك البيئة، يرتفع تركيز الهيموجلوبين في الدم فيؤدي إلى تسمم الخلايا والاختناق دون أن يحس الإنسان بالألم، أو أن يشعر بالضيق وعدم الارتياح إلا في الثواني الأخيرة عندما تنهار قواه فلا يتمكن من الحركة والمقاومة، فيسقط سريعاً وميتاً.

 

ومن أمثلة الحالات التي قرأتُ عنها، وكتبتُ تفاصيلها وملابساتها من قَبْل هي موت الناس نتيجة لحرق الفحم في المنْقَلة ووضعها في غرفةٍ صغيرة مغلقة طوال الليل، أو خيمة لا توجد فيها أية تهوية، وبخاصة في أشهر الشتاء الباردة، كذلك الجلوس في السيارة وهي مغلقة النوافذ والأبواب ووضعها في الكراج المغلق، ثم جعل محرك السيارة يعمل، مما يؤدي إلى انبعاث القاتل الصامت وملوثات سامة أخرى إلى داخل السيارة فيُسمم ويخنق كل من يجلس في الداخل. وعلاوة على ذلك، فإن عادم السيارات بشكلٍ عام يستخدم، مع الأسف في الكثير من الدول، كأداة صامتة ومفاجئة وقليلة الألم للانتحار.

 

ولذلك فمثل هذه الحوادث المفجعة والحزينة يجب أن تؤكد لنا أن التلوث قاتل، وبخاصة الملوثات التي تنجم عن السيارات، أو التدخين بكل أنواعه وأشكاله وصوره، أو حرق الوقود من محطات توليد الكهرباء والمصانع، ولكن القتل والموت في مثل هذه الحالات يكون تدريجياً وبطيئاً وإفساداً للصحة العامة لجميع الناس.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق