الاثنين، 9 مايو 2016

تِجارة بَيْع الهواء النظيف!


هل تصورتَ بأنه سيأتي علينا زمان سنبيع فيه الهواء للناس، وسيُصبح الهواء الجوي سلعة غالية الثمن، بل ويتحول إلى عُملة نادرة يصعب الحصول عليها؟

 

وهل جاء في مخيلتك يوماً ما بأنه ستُنْشأ شركات تجارية ومصانع إنتاجية تقوم على بيع الهواء الصحي غير الملوث في علب أو حاويات خاصة، وستكون تجارة رابحة لن تَبُور؟

 

فمن منا كان يتصور بأننا جميعاً سنحتاج إلى علبٍ خاصة، أو أسطواناتٍ مُصممة لاستنشاق الهواء السليم صحياً في حياتنا اليومية؟

 

وهذا ما نراه اليوم أمامنا، فقد تم إنشاء شركة اسمها إثير(Aethaer) أو الهواء المنعش في مدينة دورست(Dorset) الواقعة جنوب إنجلترا، حيث تقوم بملء العبوات الزجاجية والجَرات بالهواء النظيف المأخُوذ من مناطق الأرياف البريطانية وتبيعها بمبلغٍ كبير يصل إلى قرابة أربعين ديناراً، كما أن هذه الشركة المتخصصة تُسوق هذا الهواء النظيف حسب رغبة الزبون في المنطقة التي أُخذ منها الهواء.

 

ولكن هل هناك حاجة ماسة إلى قيام مثل هذه الشركات لتعليب وبيع الهواء وهل سيكون هناك إقبال على هذا المنتج الجديد، كما هو الحال بالنسبة للمياه المعلبة؟

 

لا شك بأن الذين يعيشون في المدن الحضرية الكبرى، مثل لوس أنجلس في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، والعاصمة البريطانية لندن، وباريس، وبكين وشنجهاي في الصين، ومومباي ونيودلهي في الهند، سيُقدرون ويعرفون أهمية هذه الشركات وضرورة إنشائها، فهؤلاء الناس يستنشقون في كل ثانية هواءً ملوثاً مشبعاً بالسموم والمركبات السرطانية، ويتعرضون بسبب هذا الهواء القاتل إلى العلل والأسقام الحادة والمزمنة من أمراض القلب والجهاز التنفسي، ولذلك فوجود الهواء العَليل والعذب الزلال في متناول اليد أصبح من المستلزمات الحياتية اليومية الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها.

 

وقد صَنَّفتْ منظمة الصحة العالمية مؤخراً "الهواء الجوي" ضمن المواد التي تسبب السرطان للإنسان، مما يؤكد ويحتم أهمية استنشاق الإنسان بين الحين والآخر للهواء النظيف المنعش الذي يجدد رئة الإنسان ويطرد الملوثات القاتلة التي تعرض لها، مما يعني حاجة الإنسان إلى الهواء العليل والنقي المعلب في كل وقت، وبخاصة عند الحالات الطارئة التي ترتفع فيها نسبة الملوثات في الهواء الجوي.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق