السبت، 5 أغسطس 2017

إعلان حالة الطوارئ حول المخدرات في أمريكا


هيئةٌ رئاسية عُليا في البيت الأبيض تحثُ الرئيس الأمريكي ترمب نفسه وتدعوه فوراً إلى السرعة في إعلان "حالة الطوارئ على المستوى القومي" حول إدمان الشعب الأمريكي على المخدرات، وبالتحديد الأفيون.

 

وجاءت هذه الدعوة عبر التقرير الأوْلي المنشور في 31 يوليو من العام الجاري من الهيئة الرئاسية لمكافحة الإدمان على المخدرات وأزمة الأفيون والتي شكلها الرئيس ترمب في مارس من العام الجاري بأمرٍ تنفيذي، حيث ورد في مقدمة التقرير بأن التوصية الأولى والأكثر أولوية التي تمخضت عن التقرير هي ضرورة "إعلان الرئيس لحالة الطوارئ في البلاد تحت قانون الصحة العامة"، كما أكد التقرير على خطورة هذه الآفة وتهديدها المباشر للصحة العامة، عندما قال: "مُواطِنونا يموتون ويجب أن نتخذ خطوات فاعلة لإيقافه".

 

وهذه التوصية العاجلة التي لا تتحمل أي تأجيل أو تأخير في التنفيذ تنطلق من إدمان الشعب الأمريكي على المخدرات عامة والأفيون خاصة، وتستند إلى الإحصائيات الرسمية المرعبة والمنشورة حول هذا الوباء غير المسبوق في التاريخ الأمريكي، والذي يجري في المجتمع الأمريكي كجريان الدم في جسم الإنسان، ومنها أن 142 أمريكياً يقضون نحبهم يومياً وينقلون إلى مثواهم الأخير بسبب المخدرات، حيث نَصَّتْ مقدمة التقرير على جملة مخيفة جداً ومرعبة للمجتمع الأمريكي هي أن "أمريكا تُعاني من الموت من المخدرات يساوي معاناتها من حادثة الحادي عشر من سبتمبر كل ثلاثة أسابيع".

 

ومن الإحصاءات أيضاً ما صَدرَ عن مركز التحكم ومنع الأمراض في عام 2015 بأن أعداد الضحايا الذين يسقطون بسبب الهيروين يَفُوق الموتى من جرائم القتل بالسلاح، فقد مات أكثر من 33 ألف أمريكي نتيجة لتعاطيهم جرعات زائدة من الأفيون، إضافة إلى سقوط أكثر من 20 ألف صرعى من تعاطي أنواع أخرى من المخدرات، وهذه الأرقام الكارثية في ازديادٍ مطرد وتشمل الصغير والكبير في كل ولايات أمريكا.

 

ويهدف الإعلان المرتقب للرئيس لحالة الطوارئ الصحية العامة إلى تحقيق عدة أمور منها الضغط على الكونجرس لتخصيص ميزانية كبيرة تتناسب مع حجم هذه القضية العصيبة والفتاكة بالمجتمع الأمريكي، بحيث تكون فاعلة ومؤثرة في الجهود الرامية إلى مكافحة الإدمان على المستوى القومي، إضافة إلى إيقاظ كل أمريكي من سُباته العميق، وتحذيره وتنبيهه إلى حقيقةٍ بسيطة جداً هي أن هذا "الوباء إذا لم يُصبك أنت، أو أحد أفراد عائلتك حتى الآن، فإنه سينزل عليك عاجلاً حتماً وتُصاب به، إذا لم تتخذ الحكومة الإجراءات الصارمة لمكافحته"، كما أن إعلان حالة الطوارئ على المستوى القومي يسمح للحكومة باتخاذ خطوات عملية فورية لمواجهة هذه الآفة التي تفتك بالمجتمع الأمريكي برمته.

 

واخْتَتم هذا التقرير الأولي بنداءٍ عاطفي، يُلهب الإحساس، ويوقظ الضمير، ويحيي المشاعر، وتم توجيه هذا الالتماس مباشرة إلى الرئيس الأمريكي حيث جاء فيه:" سيدي الرئيس، بلادنا بحاجةٍ إليك...نحن نعلم باهتمامك الكبير بهذه القضية، كما إننا نعلم بأنك ستستخدم سلطاتك وصلاحياتك للتعامل مع مشكلة أُمتِنا".

 

ونظراً لهول القضية وتغلغلها في شرايين المجتمع الأمريكي وتدميرها لشباب أمتهم، فقد جاء رد البيت الأبيض سريعاً وايجابياً، حيث صرح مسئول في البيت الأبيض قائلاً: "أزمة الأفيون كارثة تضر منذ زمن بالمجتمعات الأمريكية، ونحن نقدر الجهد الكبير الذي قامت به الهيئة لإصدار هذا التقرير الأولي الهام، وسنقوم فوراً بمراجعة التوصيات التي وردت فيه، ونتطلع إلى صدور التقرير النهائي". 

 

وهذا التقرير الأخير يؤكد ما كَتَبتُه في مقالات سابقة حول واقعية إدمان الشعب الأمريكي على المخدرات بصفةٍ عامة والأفيون بصفةٍ خاصة، وانتشار هذه الظاهرة بدرجةٍ واسعة بحيث تحولت إلى آفة تنخر في جسد المجتمع الأمريكي ووباء عام يفسد الصحة العامة للناس وخطر كبير يهدد الأمن الاجتماعي الأمريكي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق