الجمعة، 13 سبتمبر 2019

لائحة التُهم ضد السجائر الإلكترونية في ازدياد


نَشرتْ مراكز منع والتحكم في المرض الأمريكية في السادس من سبتمبر من العام الجاري تحذيراً ولأول مرة من السجائر الإلكترونية، وجاء التحذير على خلفية المرض الرئوي الغامض والمحيِّر الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية منذ أبريل من العام الجاري، حيث قالت رئيسة فريق التحقيق من مراكز منع والتحكم في المرض في هذه الحالة المرضية الغريبة: "بينما هذا التحقيق مازال مستمراً، على الناس عدم استخدام منتجات السجائر الإلكترونية".  كما أن السلطات الصحية في جميع الولايات الأمريكية أكدت على هذه التعليمات الجديدة، ودعت الناس إلى العزوف فوراً عن تدخين السجائر الإلكترونية.

وعلاوة على ذلك، فقد كتب رئيس فريق البحث الطبي من جامعة هارفرد الذي قام بدراسة طبية حول هذه الحالة المرضية الغامضة قائلاً: "من الواضح أن هناك وباءً يحتاج إلى استجابة سريعة"، وأضاف قائلاً: "علينا جميعاً تحذير الناس من التأثيرات الضارة للسجائر الإلكترونية".

ولذلك هناك اليوم تهمتان جديدتان تضافان إلى لائحة التهم السابقة المرفوعة ضد السجائر الإلكترونية. أما التهمة الأولى الجديدة التي تضاف إلى قائمة التهم السابقة المتعلقة بأضرار السجائر الإلكترونية فهي المرض الرئوي الغامض الذي ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أبريل من العام الجاري بمشاهدة حالة واحدة فقط في ولاية إلينوي، ثم أخذت هذه الحالات في الانتشار سريعاً وعلى نطاق واسع جداً حتى بلغت اليوم وحتى كتابة هذه السطور عدد هذا الحالات المرضية الغريبة إلى 450 في 33 ولاية، مات منهم 5 أشخاص من ولاية إلينوي، وإنديانا، وميناسوتا، وكاليفورنيا، وأوريجن. 

وقد تحقق بعض الأطباء من هذه الحالات، وقاموا بفحصها وتشخيصها ونشر نتائجها في السادس من سبتمبر من العام الجاري في مجلة نيو إنجلند للطب(New England Journal of Medicine) تحت عنوان: "مرض رئوي له علاقة بالسجائر الإلكترونية في ولايتي إلينوي ووسكونسن: تقرير أولي". فقد بدأت القصة في ولاية وِسْكُونْسِن وإِلينوي في شهر أبريل من العام الجاري، عندما ظهرت تقارير من وزارة الصحة في الولايتين عن مرض رئوي له علاقة بالسجائر الإلكترونية، ومنذ ذلك الوقت فإن هذه الحالات المرضية الغريبة في ازدياد وأعداد الذين يقضون نحبهم في ارتفاع، مما استدعي تشكيل فرق عمل طبية في مختلف الولايات لسبر غور هذه الحالات وكشف ملابساتها وأسبابها، منها الفريق الطبي الخاص بجامعة هارفرد، حيث أكدت على وجود أعراضٍ مرضية فريدة من نوعها في القاموس الطبي، ولا يوجد مرض معروف عند الأطباء يتوافق مع هذه الأعراض، والتي تتمثل في وجود تلفٍ مشهود في خلايا الرئتين وتدمير واضح لهما، والشعور بالغثيان، والتقيؤ، وزيادة وسرعة دقات القلب والتنفس، إضافة إلى آلام في الصدر وضيق في التنفس، والإصابة بالكحة والعطاس المستمرين، وآلام في البطن، والإسهال، وارتفاع درجة الحرارة.

كما أفادت الدراسة بأن معظم المصابين بهذه الوعكة الغامضة من الشباب والمراهقين ومن الذكور، والذين معدل أعمارهم 19 عاماً، وتتراوح بين 16 إلى 53. وقد خلصت الدراسة إلى أن السبب في انكشاف هذه الظاهرة المرضية لها علاقة بتدخين السجائر الإلكترونية، والتي بعضها كان مطعماً بزيوت الحشيش، أو مواد أخرى سامة.

أما آخر تُهمة جديدة تُدين السجائر الإلكترونية، وتُضيف دليلاً علمياً موثوقاً يؤكد أضرارها على المدخن هو التلوث الحيوي، أي تعرض المدخن للجراثيم والميكروبات التي تُسبب الأمراض، إضافة إلى التهم القديمة المتمثلة في التلوث الكيميائي وتعرض المدخن لمئات الملوثات السامة والمسرطنة التي تنبعث عند تسخين خليط من المواد الخطرة والمدمنة، ومن هذه الملوثات الكيميائية التي تسبب السرطان هي البنزين، والفورمالدهيد، والدخان أو الجسيمات الدقيقة المتناهية في الصغر، إضافة إلى الملوثات السامة كالنيكوتين، والأستَالدَهيد، والعناصر الثقيلة، والمركبات العضوية متعددة الحلقات، والمركبات العضوية المتطايرة، ومركبات النَيترُوزُوأمِين، ومركبات الدَاي أسِيتيل.

فهذا البعد الصحي المفسد لسلامة أعضاء جسم الإنسان، والذي يضاف إلى قائمة أضرار السجائر الإلكترونية، كشفت عنه دراسة حديثة منشورة في الثالث من سبتمبر من العام الجاري في مجلة شؤون صحة البيئة. فقد أفادت الدراسة عن وجود جراثيم وبكتيريا تسبب الأمراض وموجودة في السائل المستخدم في السجائر الإلكترونية، وقد توصل الباحثون إلى هذه النتيجة من خلال جمع 75 عينة من مختلف الشركات المصنعة للسجائر الإلكترونية والتي تباع في الأسواق الأمريكية، حيث قاموا بالبحث عن ملوثات عضوية تُعد المؤشر على وجود الجراثيم كالبكتيريا والفطريات، فهذه الجراثيم تفرز وتنتج عنها ملوثات كيميائية عضوية تدل على وجودها في ذلك الموقع. 

ففي هذا البحث كان المؤشر على وجود البكتيريا هو الإندوتوكسن(lipopolysaccharide)، وهو جزء من الغشاء الخارجي للبكتيريا، كما إن اكتشاف مركب الجلوكان(glucan) في مكانٍ ما يدل على وجود الفطريات، لأنها أحد مكونات جدار الخلية للكثير من أنواع الفطريات، وقد أكدت الدراسة من خلال التحاليل على وجود هذين المؤشرين في بعض عينات سائل السجائر الإلكترونية، أي وجود التلوث الحيوي المؤدي إلى الأمراض والالتهابات الحادة والمزمنة.

وهذه القائمة الحالية الخاصة بالسجائر الإلكترونية تُذكرني بقائمة التهم الموجهة لسجائر التبغ التقليدية، فهي مازالت موجودة منذ أكثر من سبعين عاماً، وفي كل يوم نُضيف ضرراً جديداً لم يكن في الحسبان إلى القائمة الحديثة القديمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق