السبت، 25 يونيو 2011

الهاتف النقال قد يُسبب السرطان


الهاتف النقال قد يُسبب السرطان
إذا أفرطتَ في الأكل فإنك ستعرض صحتك للخطر والإصابة بالأمراض المزمنة، وإذا أسرفتَ في تناول نوعٍ واحدٍ من الطعام وبشكلٍ مستمر فسيزيد عندك احتمال الإصابة بالمشكلات الصحية،وإذا بَذَّرَتَ في شرب الماء فإنك حتماً ستصاب بما تكره من عدم الارتياح في النفس والجسم، وهكذا فإنك إذا أفرطت في استخدام أو استهلاك أي شيء، مهما كان مفيداً ونافعاً لبدنك ولحياتك، فسينعكس سلباً عليك بشكلٍ مباشر أو غير مباشر وبعد فترة قصيرة أو طويلة من الزمن.

فهذه الحقيقة والقاعدة العامة ذكرها من خَلَقَنا وأنشأنا وصورنا، وهو أعلم بحالنا وبما ينفعنا في الدنيا والآخرة، فهو أقرب إلينا من حَبْل الوريد، حيث قال في محكم كتابه العزيز:”وكُلوا واشربُوا ولا تُسرفوا إنه لا يحب المسرفين“، فقد دعا الإسلام من خلال هذه الآية الكريمة إلى الالتزام بمبدأ الاعتدال والوسطية والترشيد، ونبذ الإسراف والتبذير في كل شأنٍ من شؤون الحياة وكمنهج يسير عليه المسلم في كافة شئون حياته، بدءاً بالعبادة وإقامة الشعائر الدينية، ووصولاً إلى استهلاك واستخدام الثروات الفطرية والموارد الطبيعية.

واستخدام الهاتف النقال يقع ضمن هذا الباب، وبالقياس يمكن القول بأن الإفراط الشديد في استعمال هذا الجهاز من المؤكد أنه سيؤدي إلى مشكلات صحية للإنسان. وهذا الاستنتاج وصل إليه مؤخراً فريق من الخبراء يمثلون 14 دولة، ويتكون من 31 مختصاً في مجال تأثيرات الأشعة التي تنبعث من الهواتف النقالة على الإنسان.

فقد قرر هذا الفريق العلمي المنبثق من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان(International Agency for Research on Cancer (IARC)) التابعة لمنظمة الصحة العالمية، بعد أن قام بحصر شامل وتحليل دقيق للأبحاث المنشورة في مجال الانعكاسات الصحية المحتملة للتعرض للأشعة المنبعثة من الهاتف النقال، بأن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن هناك علاقة بين الاستخدام المسرف وغير العادي للهاتف النقال واحتمال ظهور نوعين من الأورام النادرة في المخ، منها ورم سرطاني يعرف بالجليوما (glioma) والثاني ورم غير سرطاني يُطلق عليه بأكوستيك نيوروماس( acoustic neuromas)، واستناداً إلى هذه النتائج تم تصنيف الهاتف النقال كجهاز من ”المحتمل أن يصيب الإنسان بالسرطان“، أو ما يُعرف بمجموعة الصنف ب 2، وستنشر هذه الاستنتاجات في مجلة لانست علم الأورام (The Lancet Oncology) في العدد الصادر في الأول من يوليو 2011.

ولذلك كان قرار اللجنة مبنياً على قاعدتين ومبدأين رئيسين. المبدأ الأول وهو الذي أشرنا إليه في مطلع المقال، ومتعلق بنمط استخدام الإنسان للهاتف النقال، من حيث الفترة الزمنية للاستخدام اليومي وزمن تعرض الإنسان للأشعة الكهرومغناطيسية التي تنبعث من الهاتف، والتي تقع في مجال أشعة الميكروويف وأشعة الراديو. فهذه الأشعة في حد ذاتها وفي حالة تعرض الإنسان لها لفترة قصيرة يومياً وبشكلٍ غير مباشر لا تعتبر ضارة ولا تسبب أية مشكلات صحية للإنسان، علماً بأننا نتعرض لهذه الأشعة من مصادر أخرى متعددة ولا تنعكس سلباً علينا كأفران الميكرويف والبث الإذاعي.

فالمشكلة تكمن إذن في الاستخدام المفرط وغير الرشيد للهاتف النقال والتعرض المباشر ولفترات زمنية طويلة يومياً للأشعة التي تنبعث منه، وامتصاص خلايا الجسم لهذه الأشعة، وبخاصة خلايا المخ. ولتجنب أخطار التعرض المباشر للأشعة، عليك إتباع هذه التوجيهات:
أولاً: استخدم الهاتف النقال للمكالمات الضرورية الطارئة، وخَفِّض فترة المكالمة كلما أمكن ذلك.
ثانياً: استخدم الرسائل النصية بدلاً عن المكالمات الهاتفية.
ثالثاً: لا تشتري الهاتف النقال للأطفال في سننٍ مبكرة.
رابعاً: استخدم الميكروفون، أو أية وسيلة أخرى لتجنب التعرض المباشر للأشعة المنبعثة من الجهاز.    

أما المبدأ الثاني الذي اعتمدته اللجنة في اتخاذ قرار تصنيف الهاتف النقال فهو المبدأ، أو المدخل التحذيري المَبني على أن الوقاية خير من العلاج، أي أنه في حالة عدم وجود إجماعٍ علمي، وأدلة قاطعة حالياً على خطورة جهاز معين، أو مادة كيميائية، أو منتج استهلاكي، فإن المجتمع الدولي يقرر تقنين استخدامه، وتحذير الناس من احتمال وجود مخاطر مستقبلية تنجم عنه، حتى يقي المستهلك نفسه من الأضرار المحتملة مستقبلياً، ويكون على حذرٍ دائم من استخدامه بشكلٍ مفرط وغير سليم.

وخلاصة القول إنك إذا أردت أن تَسْلمَ من الأضرار الصحية المستقبلية التي قد تنجم عن الهاتف النقال، فعليك بمنهج الاعتدال والوسطية في استعماله، وأخذ الوسائل والأدوات التي تقلل من تعرضك للمواد المشعة المنبعثة منه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق