الخميس، 30 يونيو 2011

طائرتان جنبو تهبطان اضطرارياَ

طائرتان جنبو تهبطان اضطرارياً

طائرتان جمبو 747 تابعتان للخطوط الجوية البريطانية اضطرتا مؤخراً في رحلتين مستقلتين إلى الرجوع إلى مطار هيثروا والهبوط بصفةٍ طارئة وعاجلة إلى أرض المطار.

ففي مثل هذه الحالات الطارئة تتبادر إلى الأذهان عدة أسباب لهذا الهبوط الاضطراري. فإما أن يكون هناك عطل وخلل مباشر في أحد أجهزة الطائرة، وإما أن يكون هناك عطل ميكانيكي فني لأحد محركات الطائرة، وإما أن يكون هناك رجل مُشاغب أو إرهابي على متن الطائرة يهدد سلامتها وأمن الركاب، وإما أن يكون هناك بلاغ من جهة معينة عن وجود خطر ما، أو جريمة تهدد الطائرة وتشكل خطورة على استمرار الرحلة والطيران في الجو.

ولكن ما حدث لهاتين الطائرتين لم يقع ضمن هذه القائمة من الاحتمالات المعروفة والمتوقعة، فقد كان السبب جديداً على المجتمع الدولي وعلى المعنيين بأمن وسلامة حركة الطيران.

فقد اشتكى بعض المسافرين في هاتين الطائرتين من حشرة ضعيفة وصغيرة الحجم، لا حول لها ولا قوة، ولا تستطيع القيام بعمل إرهابي يؤثر على سلامة الطائرة وأمن ركابها، ولكن بالرغم من ذلك فقد سببت هذه الحشرة أزمة أمنية في أعالي السماء، وأجبرت الطائرتين على الهبوط الفوري.

هذه الحشرة هي حشرة السرير، أو بَقَّة السرير التي اختفت أكثر من خمسين عاماً، وبدأت في السنتين الماضيتين بالظهور في الساحة من جديد وخلقت مشكلة كبيرة في بعض الدول وعلى رأس القائمة الولايات المتحدة الأمريكية، فتحولت إلى مصدر قلقٍ وإزعاجٍ شديدين للمجتمع الأمريكي، بل وإن أمريكا أَطلقتْ على عام 2010 بِعام بقة السرير، وعَقدت المؤتمرات برعاية الكونجرس الأمريكي على المستوى الوطني لدراسة علاجها وسبل التخلص منها.

فهذه الحشرة تفشت بشكلٍ مشهود وفي مساحة جغرافية واسعة، وظهرت في البيئات الداخلية، كالمحلات التجارية، والفنادق، والعمارات السكنية، والمكتبات، والطائرات، وتعيش في الملابس والسجاد والأثاث والسرير والجدار، وأصبحت تؤثر على المجتمع من الناحية الاقتصادية والبيئية والصحية والسياحية.

وهناك العديد من الأسباب التي تقف وراء ظهور الحشرة مرة ثانية، منها انتقالها عبر وسائل النقل من بلدٍ إلى آخر، ومنها حظر استخدام المبيد الحشري المشهور دي دي تي في السبعينيات، والذي كان له القدرة العالية على إبادتها، ومن العوامل التي أدت إلى إنتشار الحشرة من جديد هي ضعف النظافة العامة في البيئات الداخلية.

ولكن على أي حال، فإن الحشرة رجعت وبكل قوة مرة ثانية لتتحدى الإنسان، فهل أجهزتنا الدفاعية والهجومية مستعدة لمواجهتها؟

هناك تعليق واحد: