الجمعة، 25 نوفمبر 2011

الضباب الالكتروني


الضباب الأسود، أو السحب السوداء التي تظهر في السماء كانت تُعد من مظاهر تلوث الهواء في فترة الثلاثينيات إلى الثمانينيات، وذلك بسبب حرق الفحم وعدم معالجة الأدخنة السوداء التي تنبعث عنها، والضباب أو السحب البنية الصفراء اللون من جانبٍ آخر بدأت تنكشف بوضوح منذ السبعينيات في سماء المدن الحضرية التي تكثر فيها السيارات وهي في ازدياد مضطرد مع الزمن. وهذه السحب تُعرف أيضاً بالضباب الضوئي الكيميائي بسببِ تَكونها نتيجة لتفاعلات ضوئية كيميائية بين بعض الملوثات الموجودة في الهواء الجوي وأشعة الشمس.

والآن يكثر الحديث عن نوعٍ آخر من الضباب والسحب، ولكنها ليست سحباً مليئة بالملوثات الكيميائية، وإنما هي سحب تكتظ بالملوثات الفيزيائية، أو الأمواج التي تصدر من آلاف المصادر المختلفة الموجودة في بيئتنا، وفي منازلنا، وفي مكاتبنا.

فاليوم نعيش في مجتمعٍ الكتروني بمعنى الكلمة، ومجتمعٍ مليء بالموجات الكهرومغناطيسية التي تزدحم بها سماؤنا، سواء أكانت في البيت، أو في المكتب، أو في الشارع، أو في المطعم، وأينما كنت فأنت تتعرض بشكلٍ مباشر لهذه السحب الالكترونية والأشعة الكهرومغناطيسية بموجاتها وأطوالها المختلفة، ولن تستطيع أن تهرب منها ولو كنت في برجٍ مشيد، فهي تلاحقك وتلازمك في كل مكان وفي كل وقت، بل هي تمر عليك وتصطدم بجسمك في كل دقيقة دون أن تحس بها.

فمصادر هذه الأمواج كثيرة ولا تخفى على أحد، فهي تنبعث من أجهزة الهاتف النقال، وأجهزة الكمبيوتر الشخصي، وشبكات الاتصالات الهوائية، وأبراج الهواتف النقالة، وشبكات التلفزيون والراديو، وأجهزة الرادار، وأجهزة أفران الميكروويف المنزلي، وأجهزة التحكم عن بعد عند فتح التلفزيون وباب كراج السيارة، وما إلى ذلك من المصادر التي لا يمكن أن نحصيها وهي في زيادة مستمرة في كل سنة.

فنحن الآن نسبح في بحر لجي متلاطم الأمواج من هذه الموجات الكهرومغناطيسية، ولا أدرى ما هي الانعكاسات السلبية التي قد تنجم عنها بسبب تعرضنا اليومي المستمر، فالأيام هي الكفيلة بكشف ذلك، وأسأل الله العافية لنا جميعاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق