الأحد، 20 نوفمبر 2011

التلوث يجعلكَ أكثر بَدَانة

الزيادة المفرطة في الوزن، أو البدانة والسمنة غير العادية مرتبطةٌ في عقول الكثير من الناس بأسبابٍ تقليدية معروفة مثل الإسراف في الأكل والشرب، والكسل والخمول الزائدين، وعدم مزاولةِ أي نوعٍ من أنواع الرياضة، إضافة إلى الجوانب الأخرى كالجانب النفسي والوراثي.

واليوم ينكشف لدى العلماء عاملٌ آخر وسببٌ جديد قد يؤدي إلى زيادة الوزن عند الإنسان. هذا العامل هو التلوث، والتعرض لبعض الملوثات والمواد الكيميائية التي تزيد وتعمق من حدة مشكلة البدانة، وتضيف سبباً جديداً إلى الأسباب التي تعارف عليها الناس في السابق.

فقد نشر فريق من العلماء المتخصصين من اليابان والولايات المتحدة الأمريكية بحثاً ميدانياً مشتركاً حول علاقة التعرض لبعض الملوثات وزيادة الوزن من خلال تراكم الدهون في الجسم. هذا البحث الميداني أشار إلى أن التعرض لمُركبات القصدير العضوية، مثل ثلاثي بيوتيل القصدير(tributyltin) قد يسهم بشكل فاعل في ارتفاع وزن الجسم، ويؤدي إلى اضطرابٍ وحللٍ ملحوظين في الخلايا والأنسجة الدهنية في بعض الأحياء، وبالتحديد الفئران والضفادع، وهذه العملية التي تزيد من البدانة تُعرف بـ adipogenesis، والملوثات التي تسبب هذه العملية تسمى بـ obesogens.  

وهذه المركبات والملوثات التي قد تسبب السمنة والبدانة لها استخدامات متعددة في حياتنا اليومية، فهي تستعمل في طلاء ودهان القوارب والسفن من أجل منع تكاثر الطحالب والطفيليات وغيرهما في أسفل القارب(anti-fouling agent)، كما لها تطبيقات أخرى في إنتاج المبيدات المختلفة، وفي مجال حماية الأخشاب والحفاظ عليها فترة طويلة من الزمن من العفن والتآكل، إضافة إلى صناعة المواد البلاستيكية والمواد الأخرى. ولذلك فإن هذه المركبات منتشرة بشكلٍ واسع في الأوساط البيئية من ماءٍ وهواءٍ وتربة ويتعرض لها الإنسان من خلال السلسلة الغذائية، وتتراكم في أجسامنا دون أن نحس بها أو أن نشعر بوجودها.

فإذا كنت من الذين يعملون بجدٍ في المحافظة على وزنك ومظهرك الخارجي، فعليك إضافةً إلى ممارسة الرياضة والاعتدال في الأكل، أن تحمي بيئتك من الملوثات وتمنع دخولها في الأوساط البيئية، فهذه الدراسة تضعنا أمام تحدٍ جديد لم نتوقعه من قبل ولم نحسب له أي حساب عن التأثيرات السلبية للملوثات التي نطلقها بأيدينا في البيئة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق