الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

النواب أصحاب الملايين


نشرت صحيفة الـ يو إس توداي(USA TODAY) الواسعة الانتشار في الولايات المتحدة الأمريكية تقريراً في 16 نوفمبر تحت عنوان: “ 57 عضواً من الكونجرس من بين الأثرياء الـ 1%”.

وهذا التقرير عبارة عن تحليل مالي لنشرة سنوية يصدرها مركز السياسة المسئولة(Center for Responsive Politics) حول الوضع المالي للنواب الأمريكيين في الكونجرس.

فيفيد هذا التحقيق الصحفي أن عضو الكونجرس الأمريكي الجمهوري ديرل إيسا(Darrell Issa) النائب عن ولاية كاليفورنيا يتصدر قائمة الأكثر ثراءً ومالاً لأعضاء الكونجرس، حيث يبلغ إجمالي ثروته 448.1 مليون دولار، ثم في المرتبة الثانية يأتي النائب الجمهوري عن ولاية تكساس مايكل ماكول(Michael McCaul) بثروة تقدر بنحو 380.4،  وقرابة 57 عضواً من الكونجرس تبلغ ثروتهم نحو هذا الرقم الكبير.

كما يؤكد التقرير أن زهاء 11% من أعضاء الكونجرس يملكون ثروة تبلغ أكثر من 9 ملايين دولار.

ومن الجدير ذكره بأن هذه الأرقام التي ينشرها المركز عبارة عن تقديرات للثروة المالية التي يمتكلها هؤلاء الأعضاء، فالأرقام الحقيقية أكبر من ذلك بكثير.

فهل من قبيل الصدفة أن رجال السياسة في أمريكا يقعون ضمن قائمة أغنى الناس في الولايات المتحدة الأمريكية، وأن عدد أصحاب الملايين في الكونجرس يبلغ 249 مليونيراً؟

لا شك بأن تركيبة السياسة الأمريكية وأسلوب عملها يؤدي إلى خلق وتكوين هذه الظاهرة، فهي مبنية على الدعم المالي من أية جهة للمرشح للكونجرس، أو لأي منصبٍ منتخب، ويعتمد ذلك على جماعات الضغط التي تحاول باستخدام كافة الأساليب استقطاب المرشح لخدمة مصالح هذه الجماعات والشركات والمؤسسات التي يمثلونها. ولذلك من ليس له ضمير حي، وليست له مبادئ وأخلاقيات من الممكن شراؤه وشراء توجهاته السياسية، ويمكن لهذا الشخص أن يصبح من أصحاب الملايين بين عشيةٍ وضحاها.

كما يمكن لهذا النائب بعد انتخابه أن يستخدم سلطته ونفوذه الواسع في عمل علاقات وطيدة واتصالات قوية مع أصحاب المال، وتكوين ثروة ضخمة من وراء هذه السلطة الممنوحة له.

وبالتالي لا بد من معرفة ما إذا كانت هذه الظاهرة وهي “النواب أصحاب الملايين” موجودة في بلادنا أم لا. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق