الاثنين، 14 يوليو 2014

دراسة أمريكية عن الشيشه


من العادات السيئة صحياً واجتماعياً وبيئياً التي نقلها وصدَّرها الشرق إلى الغرب، وبالتحديد إلى الولايات المتحدة الأمريكية هو تدخين الشيشة أو ما يُطلقون عليه الهوكه(hookah)، فهذه العادة اليومية أخذت في التوسع في أمريكا وانتشرت في ولاياتها كانتشار النار في الهشيم، حتى أصبحت الآن ظاهرة مخيفة وآفة مرضية جذبت أنظار الباحثين والعلماء، سواء أكانوا علماء البيئة، أو الأطباء، أو علماء الاجتماع.

 

وبدأت الدراسات العلمية تُنشر لسبر غور هذه الظاهرة المستجدة، ومعرفة أبعادها ودرجة انتشارها بين فئات وطبقات المجتمع الأمريكي، وكان آخر هذه الدراسات تلك التي صَدَرَتْ في الأول من يوليو تحت عنوان:"استعمال الهوكه بين طلاب الثانوية في أمريكا" في مجلة طب الأطفال(Pediatrics)، وقد خلصت إلى عدة استنتاجات هامة منها أن تدخين الشيشة أصبح أكثر شعبية بين طلاب المدارس الثانوية من تدخين السجائر التقليدية المعروفة التي تدنت شعبيتها بدرجة مشهودة في السنوات الماضية، حيث ارتفعت نسبة مدخني الشيشة في عام 2013 إلى  18%،أي طالب واحد مدخن للشيشة من بين خمسة طلاب، مقارنة بـ 4.1% في عام 2011، ومعظم الطلاب المتعاطين للشيشة يكونون من الطبقة الاجتماعية الغنية والرفيعة المستوى.

 

فهذه الدراسة المنشورة في أمريكا تدق ناقوس الخطر ليس في أمريكا وحدها وإنما في الدول الأخرى، وبخاصة دول الخليج وفي مقدمتهم البحرين، حيث انتشرت هذه الظاهرة السيئة بشكلٍ ملحوظ لا يمكن تجاهلها أو غض الطرف عنها، ومع الأسف تزداد حدتها وشدتها في شهر رمضان المبارك في ما يُطلق عليها بالخيام الرمضانية، علماً بأن الكثير منها لا يحمل ترخيصاً لتقديم الشيشة.

 

فكما أنني حذرت مراراً وتكراراً لسنوات من خطورة تدخين السجائر التقليدية ثم السجائر الإلكترونية على الصحة العامة، فإنني أكرر تحذيري من تدخين الشيشة، وأُلفت انتباه الجميع إلى تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2005 حول الشيشة والذي خلص فيه إلى استنتاجٍ هام يؤكد على أن مدخن الشيشة يستنشق من السموم والمواد المسرطنة في جلسةٍ واحدة أكثر من الذي يدخن مائة سيجارة!   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق